حلّ قوات الحرس... مطلب ضروري (2)

| موسى أفشار

لا‭ ‬أثر‭ ‬ولا‭ ‬وجود‭ ‬لـ‭ ‬“إیران”‭ ‬علی‭ ‬الإطلاق‭ ‬حتی‭ ‬في‭ ‬تسمیة‭ ‬الحرس،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬واجب‭ ‬جيش‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬هو‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حدود‭ ‬البلاد‭ ‬ومساعدة‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬الأزمات،‭ ‬فإن‭ ‬الواجب‭ ‬الوحید‭ ‬المحدد‭ ‬للحرس‭ ‬یتمثل‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬علی‭ ‬حكومة‭ ‬ولایة‭ ‬الفقیه‭ ‬ومدّ‭ ‬نفوذها‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬التعریف‭ ‬ووصف‭ ‬الواجبات‭ ‬الذي‭ ‬یعرفهما‭ ‬الحرس‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬فإنه‭ ‬یعتبر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعارض‭ ‬النظام‭ ‬عدواً‭ ‬“مهدور‭ ‬الدم”‭! ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الرئیس‭ ‬وراء‭ ‬السلوك‭ ‬الإجرامي‭ ‬والهمجي‭ ‬للحرس‭.‬

النقطة‭ ‬الآن‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تسویة‭ ‬الحرس‭ ‬شرط‭ ‬مسبق‭ ‬وضروري‭ ‬لأي‭ ‬حل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيران‭ ‬حرة‭ ‬ومزدهرة‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬المشينة،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ادعاء‭ ‬إحداث‭ ‬تغيير‭ ‬أو‭ ‬إصلاح‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الاعتراف‭ ‬بوجود‭ ‬قوات‭ ‬الحرس‭. ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬مدّعٍ‭ ‬مبتدئ‭ ‬وعدیم‭ ‬خبرة‭ ‬لا‭ ‬یستطیع‭ ‬مواجهة‭ ‬رأس‭ ‬أفعی‭ ‬ولایة‭ ‬الفقیه‭ ‬أو‭ ‬مرتزقتها‭ ‬في‭ ‬الحرس،‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬نرى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المریر‭ ‬لهذه‭ ‬الحكومة‭ ‬كان‭ ‬الوحيدون‭ ‬الذين‭ ‬مهدوا‭ ‬الطريق‭ ‬لشعار‭ ‬“الموت‭ ‬لخميني”‭ ‬هم‭ ‬شباب‭ ‬أنصار‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬في‭ ‬مظاهرات‭ ‬27‭ ‬سبتمبر‭ ‬1981‭ ‬الباسلة‭.‬

ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كان‭ ‬أنصار‭ ‬خميني‭ ‬یتوهمون‭ ‬رؤیة‭ ‬وجهه‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬لكن‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬جرو‭ ‬خمیني‭ ‬من‭ ‬القمر‭ ‬إلى‭ ‬المستنقع‭ ‬وكسروا‭ ‬حاجز‭ ‬الخوف‭ ‬المسیطر‭ ‬علی‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬ووقفوا‭ ‬في‭ ‬وجهه‭. ‬وبالمثل‭ ‬كان‭ ‬مجاهدو‭ ‬خلق‭ ‬الأوائل‭ ‬والوحيدين‭ ‬الذين‭ ‬وقفوا‭ ‬بشجاعة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬عدوانية‭ ‬خميني‭ ‬ورغبته‭ ‬المحلة‭ ‬في‭ ‬خوض‭ ‬الحرب‭ ‬عقب‭ ‬انسحاب‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬الدولية،‭ ‬علی‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬حاضرین‭ ‬في‭ ‬الخطوط‭ ‬الأمامية‭ ‬لمواجهة‭ ‬القوات‭ ‬الغازية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الحرب،‭ ‬معتبرین‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬“معاداة‭ ‬للوطن‭ ‬والشعب”‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬أتیح‭ ‬فیه‭ ‬السلام‭ ‬للطرفین‭ ‬المتنازعین،‭ ‬وبالفعل‭ ‬دفع‭ ‬مجاهدو‭ ‬خلق‭ ‬ثمن‭ ‬موقفهم‭ ‬هذا‭ ‬بدماء‭ ‬شهداء‭ ‬أبطال‭ ‬وقفوا‭ ‬صامدین‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الحرس‭ ‬وآلة‭ ‬حرب‭ ‬خميني‭. ‬“مجاهدين”‭.‬