ريشة في الهواء

كلما بعدت المسافات كلما قربت القلوب

| أحمد جمعة

كلما‭ ‬طال‭ ‬غيابك‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الدار،‭ ‬كلما‭ ‬اشتد‭ ‬الحنين‭ ‬إليك،‭ ‬كلما‭ ‬بعد‭ ‬المسافات‭ ‬يا‭ ‬روح‭ ‬الديار‭ ‬وعبقها‭ ‬ورمزها‭ ‬كلما‭ ‬قربت‭ ‬القلوب‭ ‬إليك‭... ‬كلما‭ ‬انتظرناك‭ ‬وطال‭ ‬الغياب،‭ ‬كلما‭ ‬احتدم‭ ‬الشوق‭ ‬حتى‭ ‬مسَّ‭ ‬الشغاف،‭ ‬كلما‭ ‬تذكرنا‭ ‬حضورنا‭ ‬وأحضاننا‭ ‬ومجلسنا‭ ‬معك‭ ‬في‭ ‬حضورك‭ ‬المهيب،‭ ‬كلما‭ ‬تطلعنا‭ ‬لعودتك‭ ‬الميمونة‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.. ‬هذا‭ ‬أنت‭ ‬يا‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬يا‭ ‬ذا‭ ‬الهيبة‭ ‬والشموخ،‭ ‬فالقلب‭ ‬يجيش‭ ‬بالمشاعر‭ ‬الفياضة‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬الشوق‭ ‬إليك،‭ ‬حضورك‭ ‬الدائم‭ ‬وصوتك‭ ‬الوقور‭ ‬وحزمك‭ ‬وحبك‭ ‬وخوفك‭ ‬علينا‭ ‬وعلى‭ ‬مستقبلنا‭ ‬وحاضرنا‭ ‬نفتقدهُ‭ ‬بغيابك‭ ‬الذي‭ ‬أنت‭ ‬عائد‭ ‬بحمد‭ ‬الله‭ ‬قريبًا،‭ ‬شوقنا‭ ‬الذي‭ ‬احتدم‭ ‬وشغفنا‭ ‬بك‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬له،‭ ‬فقد‭ ‬علمتنا‭ ‬الحب‭ ‬والوفاء‭ ‬ومن‭ ‬تعاليمك‭ ‬اتخذنا‭ ‬نبراسًا‭ ‬من‭ ‬رمزيتك‭ ‬تتألق‭ ‬بها‭ ‬هامة‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬أرسيت‭ ‬دعائمه‭ ‬وحفظت‭ ‬وصنت‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭.‬

كنت‭ ‬الوفاء‭ ‬كله‭ ‬يا‭ ‬بوعلي،‭ ‬فحضنك‭ ‬ومحيطك‭ ‬وجناحك‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬ومن‭ ‬غيرك‭ ‬يهب‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬عندما‭ ‬تضيق‭ ‬بالإنسان‭ ‬الدوائر‭ ‬وعندما‭ ‬تحاصر‭ ‬المرء‭ ‬الهموم‭ ‬وعندما‭ ‬تنسد‭ ‬الدروب،‭ ‬من‭ ‬غيرك‭ ‬خليفة‭ ‬العز‭ ‬والحزم‭ ‬والإصرار‭ ‬يقف‭ ‬بوجه‭ ‬الخطوب؟‭ ‬عهدتك‭ ‬أبًا‭ ‬وقائدًا‭ ‬وإنسانًا‭ ‬واجتمعت‭ ‬فيك‭ ‬خصال‭ ‬الود‭ ‬والوفاء،‭ ‬دافعت‭ ‬عنا‭ ‬ووقفت‭ ‬سدًا‭ ‬لحمايتنا‭ ‬فمن‭ ‬لا‭ ‬يرد‭ ‬لك‭ ‬الوفاء‭ ‬والولاء؟

بانتظار‭ ‬إطلالة‭ ‬سموك‭ ‬حفظك‭ ‬الله‭ ‬ورعاك‭ ‬ودفع‭ ‬عنك‭ ‬الشر،‭ ‬لتعود‭ ‬الفرحة‭ ‬والبسمة‭ ‬لشفاه‭ ‬أبناء‭ ‬شعبك‭ ‬ليسكن‭ ‬الوطن‭ ‬ويهدأ‭ ‬وتعود‭ ‬البهجة‭ ‬لصفحة‭ ‬جزيرة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬التي‭ ‬صنتها‭ ‬منذ‭ ‬طوال‭ ‬السنين،‭ ‬وليشرق‭ ‬وجه‭ ‬الوطن‭ ‬بإطلالتك،‭ ‬لن‭ ‬أكف‭ ‬أبدا‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬إليك‭ ‬ولن‭ ‬يكف‭ ‬القلب‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬يهفو‭ ‬إليك،‭ ‬وفائي‭ ‬لك‭ ‬يا‭ ‬بوعلي‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬أضناه‭ ‬الشوق‭ ‬إليك‭ ‬وحنين‭ ‬إلى‭ ‬صوتك‭ ‬وبسمتك‭ ‬وهيبتك‭ ‬ومزحك‭ ‬معنا‭ ‬وسؤالك‭ ‬عنا‭ ‬ورعايتك‭ ‬وسندك‭ ‬بوقتٍ‭ ‬ضاقت‭ ‬بنا‭ ‬الدوائر‭ ‬وسُدت‭ ‬أمامنا‭ ‬الدروب،‭ ‬فكنت‭ ‬يا‭ ‬رمز‭ ‬الحكمة‭ ‬والحنكة‭ ‬والمحبة،‭ ‬خيمتنا‭ ‬الآمنة‭ ‬وظلنا‭ ‬وسندنا‭ ‬حفظك‭ ‬الرحمن‭ ‬وأبقاك‭ ‬ذخرًا‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬وشعبه‭ ‬وأرضه‭ ‬وسمائه‭.‬

هذا‭ ‬البوح‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬يا‭ ‬خليفة‭ ‬الحب،‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬ابن‭ ‬وصديق‭ ‬وإنسان،‭ ‬لقائد‭ ‬ورمز‭ ‬وسمو‭... ‬أعبر‭ ‬لك‭ ‬كصديق،‭ ‬فأنت‭ ‬صديق‭ ‬الوفاء‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬أر‭ ‬مثله‭ ‬بالوفاء،‭ ‬وأنت‭ ‬الراعي‭ ‬والحامي‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬قلَّ‭ ‬فيها‭ ‬الحب‭ ‬والوفاء،‭ ‬لكن‭ ‬الحب‭ ‬لك‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الوفي‭ ‬يزداد‭ ‬ويفيض‭ ‬كلما‭ ‬طال‭ ‬غيابك‭ ‬الذي‭ ‬نتطلع‭ ‬فيه‭ ‬لإشراقتك‭ ‬وقد‭ ‬ردت‭ ‬لنا‭ ‬الروح‭ ‬وعلت‭ ‬الابتسامة‭ ‬وأشرق‭ ‬وجه‭ ‬الوطن‭ ‬بعودتك‭ ‬الميمونة‭ ‬محفوفًا‭ ‬بحفظ‭ ‬المولى،‭ ‬مفعمًا‭ ‬بالصحة‭ ‬والعافية‭ ‬وطول‭ ‬العمر‭.‬

 

تنويرة‭:

‬الحرية‭ ‬شمس‭ ‬تشرق‭ ‬بداخلك‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬ضوءها‭ ‬سواك‭.‬