المُعلمون ركيزة التعليم

| عبدعلي الغسرة

يوفر‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬الأمل‭ ‬الواعد‭ ‬بمستوى‭ ‬معيشة‭ ‬أفضل،‭ ‬والتعليم‭ ‬بجميع‭ ‬أشكاله‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بدون‭ ‬وجود‭ ‬المعلمين‭ ‬المخلصين‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬عبء‭ ‬رسالتهم‭ ‬التربوية‭ ‬والتعليمية‭ ‬الإنسانية،‭ ‬فهم‭ ‬ركيزة‭ ‬البناء‭ ‬التربوي‭ ‬والسند‭ ‬الأساسي‭ ‬للتعليم،‭ ‬يؤثرون‭ ‬بقدر‭ ‬عطائهم،‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬العطاء‭ ‬الكريم‭ ‬منهم‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الانتباه‭ ‬إليهم‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بدورهم،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬للتعليم‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬دوره‭ ‬المتنامي‭ ‬الصحيح‭ ‬بدون‭ ‬ذلك؛‭ ‬فالعمل‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬مكانتهم‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجلهم‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الطلبة‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬التربوي‭ ‬والتعليمي‭.‬

إن‭ ‬دور‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬دورهم‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬المباشر،‭ ‬فدورهم‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬المحتوى‭ ‬التعليمي‭ ‬الإلكتروني‭ ‬للمواد‭ ‬الدراسية‭ ‬والتجهيز‭ ‬لبثه‭ ‬وتقديمه‭ ‬للطلبة‭ ‬إلكترونيًا،‭ ‬كما‭ ‬عليهم‭ ‬القيام‭ ‬بتهيئة‭ ‬الطلبة‭ ‬ذهنيًا‭ ‬ونفسيًا‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الدرس‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الدرس‭ ‬المباشر‭ ‬بهدف‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬تفاعلية‭ ‬بما‭ ‬يُحقق‭ ‬أهداف‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬بالاستخدام‭ ‬الأمثل‭ ‬للأجهزة‭ ‬التقنية‭ ‬في‭ ‬التعليم‭.‬

إن‭ ‬تقنية‭ ‬التعليم‭ ‬والتعليم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلغي‭ ‬دور‭ ‬المعلمين‭ ‬والمعلمات‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬يتحملون‭ ‬عبئًا‭ ‬إضافيًا‭ ‬وجديدًا‭ ‬وأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬وصعوبة،‭ ‬فالتعلم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬تصفح‭ ‬الإنترنت‭ ‬بطريقة‭ ‬مفتوحة‭ ‬ولكن‭ ‬بطريقة‭ ‬محددة‭ ‬وبتوجيه‭ ‬من‭ ‬المُعلمين،‭ ‬وبهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬فإنهم‭ ‬ليسوا‭ ‬ملقنين‭ ‬للمعلومات‭ ‬بل‭ ‬مُيسرين‭ ‬للعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬حيث‭ ‬يتيحون‭ ‬للمتعلمين‭ ‬اكتشاف‭ ‬مواد‭ ‬التعلم‭ ‬بأنفسهم،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬إكساب‭ ‬الطلبة‭ ‬المعارف‭ ‬والحقائق‭ ‬والمفاهيم‭ ‬المناسبة‭ ‬للتدفق‭ ‬المعرفي‭ ‬المُستمر‭ ‬للتعلم‭.‬

على‭ ‬المعلمين‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إكساب‭ ‬الطلبة‭ ‬ثقافة‭ ‬معلوماتية‭ ‬تُمكنهم‭ ‬من‭ ‬التعايش‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬المعلوماتية‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬مجتمع‭ ‬المستقبل‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإبحار‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬المعلومات‭ ‬لاختيار‭ ‬الأنسب‭ ‬لهم‭ ‬ولتعليمهم‭ ‬بمتابعة‭ ‬وقيادة‭ ‬المعلمين،‭ ‬وللمعلمين‭ ‬دور‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬الخبرات‭ ‬التعليمية‭ ‬والنشاطات‭ ‬التربوية‭ ‬والإشراف‭ ‬عليها‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬خبراتهم‭ ‬وميولهم‭ ‬واهتماماتهم‭ ‬التي‭ ‬يكرسونها‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬من‭ ‬التعليم‭.‬

إن‭ ‬تقدير‭ ‬المعلم‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬أحواله‭ ‬المهنية‭ ‬والمادية‭ ‬والإنسانية‭ ‬هي‭ ‬أولى‭ ‬مهمات‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬جاهدة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬بُنية‭ ‬التعليم‭ ‬البحرينية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬المُعلمين،‭ ‬وهذا‭ ‬الهدف‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬هدف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬“ضمان‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬المنصف‭ ‬والشامل‭ ‬للجميع‭ ‬وتعزيز‭ ‬فرص‭ ‬التعلم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬للجميع”،‭ ‬وهذا‭ ‬الهدف‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬بدون‭ ‬دعم‭ ‬المعلمين‭ ‬مهنيًا‭ ‬وحقوقيًا‭ ‬وماديًا‭.‬