ما وراء الحقيقة

سارقو التاريخ... سرقة التاريخ العربي الإسلامي

| د. طارق آل شيخان الشمري

من‭ ‬الأساطير‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والدجل‭ ‬والتاريخ‭ ‬المزيف‭ ‬الذي‭ ‬نسجته‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬حول‭ ‬صعاليكهم‭ ‬الذين‭ ‬يطلقون‭ ‬عليهم‭ ‬“سلاطين”،‭ ‬بتطبيل‭ ‬طبعا‭ ‬من‭ ‬عبيدهم‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور،‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬والمستتركين،‭ ‬أن‭ ‬العثمانيين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬حموا‭ ‬وصانوا‭ ‬وذادوا‭ ‬عن‭ ‬الإسلام،‭ ‬لولا‭ ‬العثمانيين‭ ‬لكانت‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬محتلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬المعادية،‭ ‬وأن‭ ‬العثمانيين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬نشروا‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬أصقاع‭ ‬العالم،‭ ‬ولولاهم‭ ‬لما‭ ‬انتشر‭ ‬الإسلام‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الآن،‭ ‬وهذه‭ ‬كذبة‭ ‬وأسطورة‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬ساهمت‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬وزارات‭ ‬التربية‭ ‬والأوقاف‭ ‬خلال‭ ‬المئة‭ ‬عام‭ ‬الماضية‭.‬

والحقيقة‭ ‬التي‭ ‬يحاول‭ ‬العثمانيون‭ ‬وسلاطينهم‭ ‬الصعاليك‭ ‬طمسها‭ - ‬خصوصا‭ ‬حزب‭ ‬المسيح‭ ‬العثماني‭ ‬الدجال‭ ‬الحالي‭ ‬بعد‭ ‬انكشاف‭ ‬دورهم‭ ‬القذر‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬وسرقة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عربي‭ ‬مسلم‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ - ‬أننا‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬وحينما‭ ‬كان‭ ‬أسلاف‭ ‬وأجداد‭ ‬العثمانيين‭ ‬يرضعون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬وثن‭ ‬يعبدونه‭ ‬في‭ ‬منغوليا‭ ‬والقوقاز،‭ ‬كنا‭ ‬وبإيمان‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬بأننا‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬اختاره‭ ‬لكي‭ ‬ينزل‭ ‬عليه‭ ‬خاتم‭ ‬رسالاته‭ ‬وأننا‭ ‬شعب‭ ‬الله‭ ‬المؤتمن‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬لواء‭ ‬نشر‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬للعالمين‭ ‬بكل‭ ‬أصقاع‭ ‬العالم،‭ ‬لم‭ ‬ترهبنا‭ ‬جحافل‭ ‬الحضارة‭ ‬الوثنية‭ ‬للفرس،‭ ‬ولم‭ ‬تحرك‭ ‬لنا‭ ‬شعرة‭ ‬الامبراطورية‭ ‬الرومانية،‭ ‬فبقلة‭ ‬قليلة‭ ‬وإيمان‭ ‬كبير‭ ‬هزمناهم‭ ‬وأسقطناهم‭ ‬ونشرنا‭ ‬الإسلام‭ ‬حتى‭ ‬وصلنا‭ ‬لحدود‭ ‬القسطنطينية،‭ ‬وقمنا‭ ‬بفتح‭ ‬الأندلس‭ ‬ودك‭ ‬أسوار‭ ‬حدود‭ ‬فرنسا،‭ ‬ووصلنا‭ ‬إلى‭ ‬منغوليا‭ ‬والقوقاز‭ ‬وأدخلنا‭ ‬أجداد‭ ‬العثمانيين‭ ‬الأوباش‭ ‬الإسلام‭ ‬لكي‭ ‬ننقلهم‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الوثنية‭ ‬والتخلف‭ ‬وسياسة‭ ‬القتل‭ ‬وإهلاك‭ ‬الحرث‭ ‬والنسل،‭ ‬إلى‭ ‬حياة‭ ‬متحضرة‭ ‬وإنسانية‭.‬

لقد‭ ‬قام‭ ‬العثمانيون‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬احتلالهم‭ ‬القذر‭ ‬لأسيادهم‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬بمحاولة‭ ‬مسح‭ ‬أي‭ ‬تاريخ‭ ‬عربي‭ ‬إسلامي‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬الخلفاء‭ ‬الراشدين‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬سقوط‭ ‬الامبراطورية‭ ‬العباسية،‭ ‬وقاموا‭ ‬بتدريس‭ ‬وتعليم‭ ‬النشء‭ ‬العثماني‭ ‬الصغير‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬هو‭ ‬العثمانيين،‭ ‬وأن‭ ‬أرطغرل‭ ‬وأوزمان‭ ‬وسليم‭ ‬الأول‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬حملوا‭ ‬رسالة‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬للبشرية،‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬تزوير‭ ‬وسرقة‭ ‬للتاريخ‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭. ‬وللسرقات‭ ‬بقية‭.‬