فجر جديد

اليوم الدراسي الأول و “مسؤولية الأسرة”

| إبراهيم النهام

تبدأ‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬اليوم،‭ ‬ومعها‭ ‬جمع‭ ‬من‭ ‬نظيراتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬الجديدة،‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬فرضته‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬فرضا،‭ ‬وبواقع‭ ‬مسؤول‭ ‬تتحمله‭ ‬الأسرة‭ ‬قبل‭ ‬غيرها‭.‬

ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬خلاله‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬أن‭ ‬تسهل‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬وأن‭ ‬تحقق‭ ‬المنفعة‭ ‬المنشودة‭ ‬لأبنائنا‭ ‬الطلبة،‭ ‬فأن‭ ‬هنالك‭ ‬تحديات‭ ‬قائمة‭ ‬وهي‭ - ‬للعلم‭ - ‬تحديات‭ ‬عالمية‭ ‬لا‭ ‬تختص‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬فحسب،‭ ‬ترتبط‭ ‬بالشؤون‭ ‬التقنية،‭ ‬وبمدى‭ ‬وفرة‭ ‬الأجهزة‭ ‬التعليمية‭ ‬المطلوبة،‭ ‬ووجود‭ ‬الوالدين‭ ‬مع‭ ‬أولادهم‭ ‬أثناء‭ ‬الحصص،‭ ‬بل‭ ‬ومهارة‭ ‬المدرسين‭ ‬ذاتهم‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬الجديدة‭.‬

هذا‭ ‬الواقع‭ ‬الجديد،‭ ‬والمختلف‭ ‬عن‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬السابق،‭ ‬يحمّل‭ ‬الوالدين‭ ‬أن‭ ‬يؤديا‭ ‬دورهما‭ ‬الممكن‭ ‬تجاه‭ ‬أطفالها،‭ ‬بمسؤولية‭ ‬تستبق‭ ‬المدرسة‭ ‬كمؤسسة‭ ‬تربوية‭ ‬تعني‭ ‬بالتربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وباعتبار‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬الجديد‭ ‬يمنع‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬والوصول‭ ‬اليها‭.‬

أنا‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬وأعاني‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬لأولادي،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التعليم،‭ ‬بقدر‭ ‬منسوب‭ ‬المعرفة‭ ‬والاستفادة‭ ‬التي‭ ‬أطمح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أحققها‭ ‬لهم،‭ ‬لكنني‭ ‬أباشر‭ ‬دومًا‭ ‬بإعادة‭ ‬استذكار‭ ‬الدروس‭ ‬معهم‭ ‬أولًا‭ ‬بأول،‭ ‬ومتابعة‭ ‬التكليفات،‭ ‬وملاحظات‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬رغم‭ ‬انشغالي‭.‬

الظرف‭ ‬الجديد‭ ‬رغم‭ ‬صعوبته،‭ ‬يتطلب‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬والنظر‭ ‬للحلول‭ ‬وليس‭ ‬للمصاعب‭ ‬القائمة،‭ ‬وعدم‭ ‬وضع‭ ‬العجلة‭ ‬أمام‭ ‬الحصان،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬مسؤولة‭ ‬نتأمل‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تسجل‭ ‬موقفا‭ ‬وطنيا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬المستجدة،‭ ‬منها‭ ‬البنوك‭ ‬والشركات‭ ‬الكبرى،‭ ‬وذلك‭ ‬بمساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬بتوفير‭ ‬أجهزة‭ (‬اللاب‭ ‬توب‭) ‬وما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬معدات‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬نتأمل‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات،‭ ‬المبادرة‭ ‬بتوفير‭ ‬“باكجات”‭ ‬نت‭ ‬معقولة،‭ ‬بأسعار‭ ‬تفضيلية،‭ ‬وهو‭ ‬موقف‭ ‬نبيل‭ ‬لا‭ ‬نستبعد‭ ‬قيامهم‭ ‬به،‭ ‬ودمتم‭ ‬بخير‭.‬