أكتوبر الوردي

| مريم أبودريس

تم‭ ‬تخصيص‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬للحملة‭ ‬الوردية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتوعية‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬كافة،‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬للتوعية‭ ‬بخطورته‭ ‬والإبكار‭ ‬في‭ ‬الكشف‭ ‬عنه‭ ‬وعلاجه،‭ ‬وبحسب‭ ‬موقع‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬فإنه‭ ‬تحدث‭ ‬سنوياً‭ ‬نحو‭ ‬1‭.‬38‭ ‬مليون‭ ‬حالة‭ ‬جديدة‭ ‬للإصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬و000‭ ‬458‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬جراء‭ ‬الإصابة‭ ‬به‭ (‬وفقاً‭ ‬لتقديرات‭ ‬موقع‭ ‬Globocan‭ ‬الشبكي‭ ‬2008،‭ ‬التابع‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬لبحوث‭ ‬السرطان‭).‬

رغم‭ ‬أن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬يُعتبر‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬أنواع‭ ‬السرطانات‭ ‬شيوعاً‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وأكثرها‭ ‬قابلية‭ ‬للعلاج‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬صعوبته‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬صدمة‭ ‬تلقي‭ ‬خبر‭ ‬الإصابة‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الصعوبات‭ ‬اللاحقة‭.‬

السرطان‭ ‬مرض‭ ‬الأحزان‭ ‬والقلق،‭ ‬مرض‭ ‬الخوف‭ ‬والألم،‭ ‬مرض‭ ‬يشاطر‭ ‬فيه‭ ‬المريض‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬يحبه‭ ‬ويهتم‭ ‬به،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬قوة‭ ‬الإرادة‭ ‬تشكل‭ ‬فارقاً‭ ‬في‭ ‬التعافي‭ ‬منه،‭ ‬السرطان‭ ‬هو‭ ‬المرض‭ ‬الذي‭ ‬يسرق‭ ‬من‭ ‬المريض‭ ‬كل‭ ‬ألوان‭ ‬الحياة،‭ ‬لكنه‭ ‬أيضاً‭ ‬تجربة‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تغيير‭ ‬الشخص‭ ‬كلياً،‭ ‬بجعله‭ ‬أقرب‭ ‬لنفسه،‭ ‬وأكثر‭ ‬تقديراً‭ ‬لقيمة‭ ‬الحياة،‭ ‬وأبعد‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬عن‭ ‬هدرها‭ ‬دون‭ ‬معنى‭. ‬

أيضاً‭ ‬تلعب‭ ‬مجموعات‭ ‬المساندة‭ ‬دوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مريض‭ ‬السرطان‭ ‬منذ‭ ‬اكتشاف‭ ‬الإصابة‭ ‬وحتى‭ ‬التعافي،‭ ‬فالتجربة‭ ‬الشخصية‭ ‬تعطي‭ ‬المريض‭ ‬تصورا‭ ‬عما‭ ‬ينتظره،‭ ‬وحلولاً‭ ‬لما‭ ‬يواجهه،‭ ‬وأحياناً‭ ‬تكون‭ ‬نصائح‭ ‬الأقران‭ ‬أكثر‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يعبروا‭ ‬التجربة‭ ‬شخصياً‭ ‬ولا‭ ‬يمكنهم‭ ‬التكهن‭ ‬بدرجة‭ ‬الألم‭ ‬أو‭ ‬إمكانية‭ ‬احتماله‭ ‬من‭ ‬عدمه‭. ‬

 

الجمعيات‭ ‬والمبادرات‭ ‬المهتمة‭ ‬بدعم‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭ ‬بحاجة‭ ‬لاتباع‭ ‬طرق‭ ‬للظهور‭ ‬إعلامياً‭ ‬بشكلٍ‭ ‬أفضل،‭ ‬كي‭ ‬يكون‭ ‬الوصول‭ ‬إليهم‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬متاحا‭ ‬للجميع‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬بهذه‭ ‬الخدمات،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬لتفعيل‭ ‬التعلم‭ ‬بالأقران‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬وخصوصا‭ ‬للمرضى‭.‬