من جديد

مشاعر مخالط

| د. سمر الأبيوكي

كتبت‭ ‬وغيري‭ ‬من‭ ‬الإعلاميين‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬جاهزية‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يدخر‭ ‬أي‭ ‬جهد‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجائحة‭ ‬والذود‭ ‬عنا‭ ‬بجميع‭ ‬الوسائل‭ ‬الممكنة،‭ ‬المغاير‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أنني‭ ‬عايشت‭ ‬التجربة‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬ورأيت‭ ‬بأم‭ ‬عيني‭ ‬التعامل‭ ‬الراقي‭ ‬والجهد‭ ‬المضني‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬فريق‭ ‬البحرين،‭ ‬ولا‭ ‬أخفي‭ ‬حقيقة‭ ‬التوتر‭ ‬الذي‭ ‬عشته‭ ‬عندما‭ ‬علمت‭ ‬أنني‭ ‬قد‭ ‬خالطت‭ ‬مصابا،‭ ‬حيث‭ ‬توقف‭ ‬بي‭ ‬الزمن‭ ‬للحظات‭ ‬لأستوعب‭ ‬المكالمة‭ ‬التي‭ ‬وردتني‭ ‬وأكدت‭ ‬إصابة‭ ‬أحدهم،‭ ‬وكنت‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬ليست‭ ‬بعيدة‭ ‬من‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬الإصابة،‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الهلع‭ ‬خصوصا‭ ‬أنني‭ ‬ملتزمة‭ ‬طيلة‭ ‬هذه‭ ‬الشهور‭ ‬بإجراءات‭ ‬السلامة‭.. ‬من‭ ‬تباعد‭ ‬اجتماعي‭ ‬ومحافظة‭ ‬على‭ ‬غسل‭ ‬اليدين‭ ‬ولبس‭ ‬الكمام،‭ ‬لكنه‭ ‬قدر‭ ‬كُتب‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬أصيب‭ ‬وبتنا‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬بها‭ ‬سوى‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.‬

اضطررنا‭ ‬حرفيا‭ ‬جميعا‭ ‬لأن‭ ‬نجري‭ ‬الفحص‭ ‬الطبي‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬وأطفال‭ ‬وعاملين‭ ‬وجميع‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬حيز‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬تواجد‭ ‬به‭ ‬المصاب‭ ‬لا‭ ‬أعادها‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬ذكرى،‭ ‬لكن‭ ‬الجدير‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬كمية‭ ‬اللطف‭ ‬والتحمل‭ ‬الذي‭ ‬قابلتنا‭ ‬به‭ ‬الأطقم‭ ‬الطبية‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬وممرضين‭ ‬ومتطوعين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية،‭ ‬فمنذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬هناك‭ ‬شرح‭ ‬واضح‭ ‬للخطوات‭ ‬التي‭ ‬سنقوم‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬كم‭ ‬حقيقي‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬لربط‭ ‬حالة‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬مخالطتنا‭ ‬للحالة‭ ‬القائمة،‭ ‬وقابلني‭ ‬الكل‭ ‬بصدر‭ ‬رحب‭ ‬وابتسامة‭ ‬عندما‭ ‬طلبت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬ستأخذ‭ ‬عينة‭ ‬الفحص‭ ‬“يدها‭ ‬خفيفة‭ ‬لأني‭ ‬أحاتي”‭.‬

 

التواصل‭ ‬أيضا‭ ‬كان‭ ‬حقيقيا‭ ‬فقد‭ ‬وردتني‭ ‬ست‭ ‬مكالمات‭ ‬قبل‭ ‬إجراء‭ ‬الفحص‭ ‬تتضمن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬ترسم‭ ‬شبكة‭ ‬عنكبوتية‭ ‬تصل‭ ‬المصاب‭ ‬بمخالطيه‭ ‬ومخالطي‭ ‬مخالطيه،‭ ‬ولأن‭ ‬الله‭ ‬لطيف‭ ‬كبير‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬الفحص‭ ‬سلبية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬خالط‭ ‬الحالة‭ ‬القائمة،‭ ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬السلامة‭ ‬للشخص‭ ‬المصاب‭ ‬ولكل‭ ‬مصابي‭ ‬المملكة‭ ‬بل‭ ‬والإنسانية‭ ‬بأسرها‭.‬