الأمير خليفة بن سلمان... فلسفة الإرادة في تحقيق الريادة

| عادل عيسى المرزوق

وفق‭ ‬سيرة‭ ‬من‭ ‬الإنجازات،‭ ‬تتجلى‭ ‬فلسفة‭ ‬حياة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬مفعمة‭ ‬بالحيوية‭ ‬وبالتركيز‭ ‬والإرادة‭ ‬والنشاط‭ ‬والجد‭ ‬والاجتهاد،‭ ‬وتمثل‭ ‬المنهج‭ ‬الأمثل‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الريادة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬مبادئ‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الاهداف‭ ‬التي‭ ‬يضعها‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬للوصول‭ ‬اليها‭ ‬وفي‭ ‬وقتها‭.‬

وتمثل‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬خطا‭ ‬رياديا‭ ‬عظيما‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬حياته‭ ‬القيادية‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وارتباط‭ ‬الدقة‭ ‬بالتركيز‭ ‬تعتبر‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬النجاح‭ ‬التي‭ ‬يؤمن‭ ‬بها‭ ‬سموه،‭ ‬فلا‭ ‬معنى‭ ‬في‭ ‬قيادته‭ ‬بالدقة‭ ‬بدون‭ ‬التركيز‭ ‬ولا‭ ‬التركيز‭ ‬بدون‭ ‬الدقة،‭ ‬فهما‭ ‬مكملان‭ ‬لبعضهما‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬النجاح‭ ‬بدقة‭ ‬الوصول‭ ‬للكمال‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف،‭ ‬والتفاوت‭ ‬النسبي‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الإنجاز‭ ‬لكليهما‭ ‬“الدقة‭ ‬والتركيز”‭ ‬يوثر‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬النجاح‭.‬

فمن‭ ‬يسعَ‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬الكمال‭ ‬الإنساني،‭ ‬فعليه‭ ‬الأخذ‭ ‬بالأسباب‭ ‬والالتزام‭ ‬بالتركيز‭ ‬ومتطلباته‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬حيازة‭ ‬ملكة‭ ‬الدقة،‭ ‬وملكة‭ ‬الدقة‭ ‬التي‭ ‬تحوز‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬قيادة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬تمثل‭ ‬العمق‭ ‬الإنساني‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬الضمير‭ ‬الذي‭ ‬أحياه‭ ‬سموه،‭ ‬لتصبح‭ ‬ملكة‭ ‬الدقة‭ ‬الأرقى‭ ‬والأنقى‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الصفات‭ ‬والسمات‭ ‬التي‭ ‬يتميز‭ ‬بها‭ ‬سموه‭ ‬عن‭ ‬منافسيه‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لان‭ ‬الدقة‭ ‬الشمولية‭ ‬التي‭ ‬يتصف‭ ‬بها‭ ‬سموه‭ ‬ليست‭ ‬صفة‭ ‬اعتيادية‭ ‬كما‭ ‬يراها‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬يعون‭ ‬ما‭ ‬تحويه‭ ‬وما‭ ‬ترتبط‭ ‬به،‭ ‬انما‭ ‬هي‭ ‬صفة‭ ‬مندمجة‭ ‬بالتركيز‭ ‬والأخلاق‭ ‬والإنسانية‭ ‬والضمير،‭ ‬ويمكن‭ ‬اختزالها‭ ‬في‭ ‬صفة‭ ‬حديثة‭ ‬مضمونها‭ ‬“الدقة‭ ‬الحيوية”‭.‬

والدقة‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬تُعنى‭ ‬بحياة‭ ‬البشر‭ ‬وما‭ ‬تمثله‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتصرفات‭ ‬الانسانية‭ ‬باتجاههم‭ ‬ودقة‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الناجحة‭ ‬لراحتهم،‭ ‬حتما‭ ‬ستكون‭ ‬نواة‭ ‬مهمة‭ ‬للكمال‭ ‬الانساني‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬قادة‭ ‬النجاح‭ ‬وصناع‭ ‬الريادة‭.‬

ولسمو‭ ‬الأمير‭ ‬آثار‭ ‬عميقة‭ ‬وبصمات‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬“الحيوية”‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬فالحيوية‭ ‬تعني‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬الصحية‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسعى‭ ‬سموه‭ ‬لتحقيقه‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتي‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وسعة‭ ‬وقدرة‭.‬

إن‭ ‬الحاجة‭ ‬لصانع‭ ‬ريادة‭ ‬ملهم‭ ‬للنجاح‭ ‬مطلب‭ ‬كل‭ ‬انسان‭ ‬ذو‭ ‬وعي‭ ‬وفكر‭ ‬يؤمن‭ ‬بأهمية‭ ‬الايمان‭ ‬“بالقيادة‭ ‬الحيوية”‭ ‬بأنها‭ ‬سبيل‭ ‬“ونواة‭ ‬أخرى”‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬الكمال‭ ‬الإنساني‭ ‬وتحتاج‭ ‬للتركيز‭ ‬أيضا‭ ‬كما‭ ‬تحتاجها‭ ‬الدقة،‭ ‬وربط‭ ‬القيادة‭ ‬بالحيوية‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬للضمير‭ ‬موقعا‭ ‬محركا‭ ‬فيها‭ ‬ليقوى‭ ‬التركيز‭ ‬في‭ ‬ثباتها‭ ‬واستدامتها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تحيد‭ ‬عن‭ ‬الطريق‭ ‬فتتعثر‭ ‬ولا‭ ‬تصل‭ ‬للأهداف‭.‬

ومع‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬والاحداث‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬وتمر‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬الا‭ ‬انها‭ ‬لم‭ ‬تغير‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الكريم‭ ‬بل‭ ‬أعطته‭ ‬قوة‭ ‬وثباتا‭ ‬وامدته‭ ‬بعمق‭ ‬الخبرة‭ ‬واكتساب‭ ‬الحكمة‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬نحو‭ ‬الريادة،‭ ‬لإيمانه‭ ‬العميق‭ ‬بضرورة‭ ‬التمسك‭ ‬بنواتي‭ ‬الحيويتين‭ ‬في‭ ‬الدقة‭ ‬والقيادة‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬بوجود‭ ‬الضمير‭ ‬ضمن‭ ‬حركتهما‭. ‬

وهكذا‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬قصة‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬“القيادية”‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الريادة‭ ‬“الأدق”‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬التفاصيل‭ ‬وإظهارها‭ ‬وصياغتها‭ ‬وترتيبها‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يطلبه‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬والذي‭ ‬يرغب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تحت‭ ‬ظل‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬وصانع‭ ‬نجاح‭ ‬حكيم‭ ‬ومحنك‭ ‬وحصيف‭ ‬وذو‭ ‬فراسة‭ ‬“وتركيز”‭ ‬في‭ ‬انتقاء‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الضرورية‭ ‬للمجتمع‭.‬