لمحات

التجارة والجائحة

| د.علي الصايغ

لاشك‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬سترجع‭ ‬إلى‭ ‬نصابها‭ ‬الصحيح‭ ‬يوماً‭ ‬ما،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬للجوء‭ ‬إلى‭ ‬ابتكارات‭ ‬وتطويرات‭ ‬مختلفة‭ - ‬إن‭ ‬سمحت‭ ‬طبيعة‭ ‬تجارتها‭ - ‬أو‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬التكاليف‭ ‬والمصروفات‭ ‬بأشكال‭ ‬متعددة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالدعم‭ ‬الحكومي،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الحرج‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬به،‭ ‬والفوز‭ ‬بحرب‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬شرسة‭ ‬يشنها‭ ‬فيروس‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تعلن‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬التجارية‭ ‬نهايتها،‭ ‬أو‭ ‬تقليص‭ ‬أنشطتها‭ ‬أو‭ ‬فروعها،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬عزاء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭ ‬لمن‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الطوفان،‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬بأقل‭ ‬الخسائر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتساءل‭ ‬كيف‭ ‬سيلبي‭ ‬هؤلاء‭ ‬التزاماتهم،‭ ‬وكيف‭ ‬سيعيشون‭ ‬حياتهم‭ ‬بهدوء،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬مساندتهم؟‭!‬

إن‭ ‬العودة‭ ‬المرتقبة،‭ ‬ستكون‭ ‬بمثابة‭ ‬طوفان‭ ‬آخر،‭ ‬فلن‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬عودة‭ ‬عادية،‭ ‬بل‭ ‬عودة‭ ‬بمعايير‭ ‬جديدة،‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬ضروس،‭ ‬وتقلص‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬باستخدام‭ ‬الوسائل‭ ‬الأسرع‭ ‬والأكثر‭ ‬سهولة،‭ ‬وهو‭ ‬التغير‭ ‬الذي‭ ‬طرأ،‭ ‬ولم‭ ‬يختر‭ ‬أحد‭ ‬موعده‭ ‬المبكر‭ ‬أبداً؛‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬متوقعاً‭ ‬على‭ ‬المنظور‭ ‬البعيد‭ ‬وليس‭ ‬القريب،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬طريق‭ ‬النجاح‭ ‬سيكون‭ ‬أصعب،‭ ‬ومحصورا‭ ‬على‭ ‬المبتكرين؛‭ ‬الذين‭ ‬يوجدون‭ ‬طرقهم‭ ‬الخاصة‭ ‬للاستمرار‭ ‬وضمان‭ ‬الاستقرار،‭ ‬والبقاء‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬صعبة‭ ‬للغاية،‭ ‬سيكتنفها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الغموض‭ ‬والصعاب،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أتت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬نهاية‭ ‬البعض‭.‬