رؤيا مغايرة

فارس السلام

| فاتن حمزة

عندما‭ ‬توفي‭ ‬أمير‭ ‬الكويت‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الصباح‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بدت‭ ‬الصدمة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬الكويتي،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والعالم،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬أباً‭ ‬حنوناً‭ ‬محباً‭ ‬للخير‭ ‬والسلام،‭ ‬كان‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬قامة‭ ‬وطنية‭ ‬وخليجية‭ ‬وعالمية‭ ‬فريدة،‭ ‬ترك‭ ‬بحكمته‭ ‬وإنسانيته‭ ‬أثراً‭ ‬لا‭ ‬ينسى‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬شعبه‭ ‬ومحبيه‭.‬

الألم‭ ‬والحزن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الكبير،‭ ‬بل‭ ‬شمل‭ ‬الصغير،‭ ‬لقد‭ ‬تداول‭ ‬رواد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬تظهر‭ ‬أطفالاً‭ ‬يبكون‭ ‬بحرقة‭ ‬على‭ ‬رحيله‭ ‬نظراً‭ ‬لمواقفه‭ ‬المحفورة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الكويتيين‭ ‬والعرب،‭ ‬لقد‭ ‬عبر‭ ‬الأطفال‭ ‬عن‭ ‬حزنهم‭ ‬لفقدانهم‭ ‬الأمير‭ ‬بكل‭ ‬صدق‭ ‬وحب‭ ‬وعفوية‭. ‬

فعلاً‭ ‬إن‭ ‬العين‭ ‬لتدمع‭ ‬وإن‭ ‬القلب‭ ‬ليحزن‭ ‬وإنا‭ ‬على‭ ‬فراقك‭ ‬يا‭ ‬أمير‭ ‬الكويت‭ ‬لمحزونون‭. ‬رحلت‭ ‬وفي‭ ‬نفسك‭ ‬غصة‭ ‬لما‭ ‬آلت‭ ‬إليها‭ ‬أمور‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬رحلت‭ ‬يا‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬تغادرك‭ ‬الابتسامة‭ ‬قط‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬وقع‭ ‬البلاء‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬وعجزت‭ ‬عن‭ ‬رفعه،‭ ‬رحلت‭ ‬بعدلك‭ ‬وإنصافك‭ ‬وعدم‭ ‬تفريقك‭ ‬بين‭ ‬رعايك،‭ ‬رحلت‭ ‬وتركت‭ ‬وراءك‭ ‬ألسنة‭ ‬هي‭ ‬الآن‭ ‬تلهج‭ ‬بالدعاء‭ ‬لك‭ ‬بالمغفرة‭.‬

 

إن‭ ‬لله‭ ‬ما‭ ‬أخذ‭ ‬وله‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬عنده‭ ‬بأجل‭ ‬مسمى،‭ ‬فلتصبروا‭ ‬وتحتسبوا‭ ‬الأجر‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬فالمصاب‭ ‬جلل،‭ ‬وليس‭ ‬حزنكم‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬حزننا،‭ ‬وإنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‭.‬