سبعة أوبئة وكورونا في 117 عاما والتحليل السواتي لعشرة أشهر (1)

| د. حسين المهدي

المقالان‭ ‬السابقان‭ ‬وثقا‭ ‬الأوبئة‭ ‬السبعة‭ ‬وكورونا‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ (‬1903‭ - ‬2020‭) - ‬الطاعون‭ (‬1903‭)‬،‭ ‬الكوليرا‭ (‬1904‭)‬،‭ ‬الأنفلونزا‭ ‬الأسبانية‭ (‬1918‭)‬،‭ ‬الملاريا‭ (‬1937‭)‬،‭ ‬الجدري‭ (‬1939‭)‬،‭ ‬الأنفلونزا‭ ‬الآسيوية‭ (‬1957‭)‬،‭ ‬انفلونزا‭ ‬الخنازير‭ (‬2009‭). ‬مقالنا‭ ‬اليوم‭ ‬واللاحق‭ ‬له‭ ‬نحلل‭ ‬كورونا‭ (‬2020‭)‬،‭ ‬للأشهر‭ (‬يناير‭ - ‬أكتوبر‭)‬،‭ ‬بطريقة‭ ‬السوات‭ ‬SWOT،‭ ‬متناولين‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬ومواطن‭ ‬الضعف‭ ‬والفرص‭ ‬والتحديات‭ ‬للأوبئة‭ ‬السبعة‭ ‬عموماً،‭ ‬وكورونا‭ ‬خصوصاً‭. ‬

الأوبئة‭ ‬السبعة،‭ ‬لم‭ ‬تظهر‭ ‬نقاط‭ ‬قوة،‭ ‬إلا‭ ‬دعم‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية،‭ ‬وتوثيق‭ ‬جهات‭ ‬أجنبية‭ ‬كالإرسالية‭ ‬الأميركية‭ ‬لها،‭ ‬ومواطن‭ ‬الضعف‭ ‬وما‭ ‬أكثرها،‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬والتوعية‭ ‬بخطورتها،‭ ‬والفرص‭ ‬وما‭ ‬أندرها،‭ ‬ومنها‭ ‬التعلم‭ ‬بطريقة‭ ‬التجربة‭ ‬والخطأ‭ ‬في‭ ‬علاجها،‭ ‬أما‭ ‬التحديات‭ ‬ونتائجها‭ ‬فغالبة،‭ ‬كتكرار‭ ‬ظهور‭ ‬الطاعون‭ ‬خمس‭ ‬مرات‭ ‬في‭ (‬1903‭ - ‬1920‭)‬،‭ ‬وحدوث‭ ‬الأنفلونزا‭ ‬بأنواعها‭ ‬الثلاثة‭ - ‬الأسبانية‭ ‬والآسيوية‭ ‬والخنازير‭- ‬وصعوبة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الكوليرا‭ ‬والملاريا‭ ‬والجدري‭ ‬وغياب‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬الوطنية،‭ ‬ومحدودية‭ ‬الإمكانيات‭ ‬اللوجستية‭ ‬والأجهزة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬المحاولات‭ ‬التي‭ ‬بذلت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭.‬

أما‭ ‬مربع‭ ‬التحليل‭ ‬السواتي‭ ‬لكورونا،‭ ‬فواضح‭ ‬المعالم‭. ‬سنتناول‭ ‬اليوم‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬للأشهر‭ ‬العشرة‭ ‬الأولى‭ ‬للوباء‭ (‬يناير‭ - ‬أكتوبر‭) ‬ومواطن‭ ‬الضعف،‭ ‬الفرص‭ ‬والتحديات‭ ‬لاحقاً‭. ‬أما‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬فكثيرة،‭ ‬كانطلاق‭ ‬الخطوات‭ ‬الإعدادية‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬العالم‭ ‬لحالات‭ ‬إصابة‭ ‬به‭ ‬بنهاية‭ (‬2019‭) ‬وبداية‭ (‬2020‭)‬،‭ ‬فنرى‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ (‬22‭ ‬–‭ ‬1‭ - ‬2020‭) ‬تعد‭ ‬العدة‭ ‬للمواجهة‭ ‬قبل‭ ‬تسجيل‭ ‬أول‭ ‬إصابة‭ ‬في‭ (‬24‭ ‬–‭ ‬2‭ - ‬2020‭) ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬إجراءات‭ ‬فورية‭ ‬لفحص‭ ‬القادمين‭ ‬جواً،‭ ‬وتفعيل‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬لتفادي‭ ‬انتقال‭ ‬الوباء،‭ ‬ومبادرة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬بمضاعفة‭ ‬الجهود‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬وتكثيف‭ ‬مراقبة‭ ‬المرض‭ ‬والتوجيه‭ ‬بتوفير‭ ‬أجهزة‭ ‬الفحص‭ ‬المبكر،‭ ‬واستلامها‭ ‬لاحقاً،‭ ‬وعقد‭ ‬اجتماع‭ ‬للمستشفيات‭ ‬وفريق‭ ‬عمل‭ ‬“الوبائيات”،‭ ‬وتوفير‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬أماكن‭ ‬العلاج‭ ‬والعزل‭ ‬للمشخصين،‭ ‬وبدء‭ ‬عزل‭ ‬حالات‭ ‬مشتبه‭ ‬بها‭ ‬لـ‭ ‬6‭ ‬ساعات‭ ‬بالسلمانية،‭ ‬وفحص‭ ‬39‭ ‬حالة،‭ ‬كانت‭ ‬نتائجهم‭ ‬سليمة،‭ ‬وانعقاد‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭  ‬أسبوعيا‭ ‬لمتابعة‭ ‬“إجراءات‭ ‬كورونا”،‭ ‬وتعيين‭ ‬فرق‭ ‬الطوارئ‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬والمنافذ‭ ‬وتجهيزها،‭ ‬وخطط‭ ‬التعامل،‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬للمرض‭.‬

في‭ ‬21‭ - ‬2‭ - ‬2020،‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬55‭ ‬حالة‭ ‬اشتباه،‭ ‬وتسجيل‭ ‬أول‭ ‬إصابة‭ ‬كورونا‭ ‬بعد‭ ‬4‭ ‬أيام،‭ ‬وإغلاق‭ ‬المدارس‭ ‬والروضات،‭ ‬وتعليق‭ ‬الرحلات‭ ‬مع‭ ‬دبي‭ ‬والشارقة‭ ‬وعدة‭ ‬دول،‭ ‬وتعليق‭ ‬الدراسة‭ ‬لأسبوعين،‭ ‬ووقف‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬بصمة‭ ‬الدخول‭ ‬والخروج‭ ‬لموظفي‭ ‬الحكومة،‭ ‬ودعوة‭ ‬المواطنين‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬للاتصال‭ ‬برقم‭ ‬444‭ ‬لفحص‭ ‬كورونا‭. ‬وللموضوع‭ ‬تكملة‭.‬