إنهم استشاريون بلا رسوم
| أحمد البحر
التعريف الذي أظنه أقرب إلى طبيعة عمل الاستشاري هو أنه ذلك الشخص الذي يستعير ساعتك ليخبرك عن الوقت. بمعنى أنه، أي الاستشاري، يعتمد على المعلومات والآراء والمقترحات التي يحصل عليها من المسؤولين في المؤسسة؛ ليقوم بعد تحليلها على ضوء خبرته الاستشارية بتقديم الدراسة أو التقرير إلى العميل في قالب منظم ومقنن.
في مقالتي هذه أتحدث، سيدي القارئ، عن فئة أخرى من الاستشاريين. هذه الفئة تطوف شوارع وطرق المدن والقرى وتجلس مع المواطن؛ لتقترب أكثر من تطلعاته وقضاياه، وفي ذات الوقت تبرز إنجازات الوطن وتضع ذلك كله أمام متخذي القرار.
إنهم المشتغلون في مهنة الصحافة، الذين يقول عنهم ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ’’إن العاملين في الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة شركاء في مسيرة التنمية لما يقدمونه من إسهامات واضحة عبر تأدية رسالتهم بكل عزم وإخلاص في الظروف كافة بما يعود بالنفع على الوطن والمواطنين‘‘. في ذات السياق تقول بعض المصادر عن أهداف الصحافة إنها ’’تقوم بإظهار قضايا المواطن والتركيز عليها لما يصب في المصلحة العامة”.
ولكن ما رأيك سيدي القارئ في هذا الموقف: خاطب الرئيس التنفيذي مسؤول العلاقات العامة في الشركة قائلًا: قرأت تقريرك عن الموضوع الذي نشر مؤخرًا في إحدى الصحف عن مؤسستنا. بصراحة لم يعجبني الأسلوب الدفاعي في ردك. كنت أتوقع منك وأنت صاحب خبرة طويلة في مجال الإعلام أن تتعامل مع هذا الحدث بمنظار إيجابي، فالصحيفة وفرت لنا استشارة مجانية لموضوع ربما كنا لا نعطيه الاهتمام اللازم. أرى أن توجه رسالة شكر لتلك الصحيفة وأن تقوم بالتنسيق والمتابعة مع الإدارات المعنية في الشركة لدراسة ما نشر وكيفية الاستفادة منه.
ما رأيك سيدي القارئ في أسلوب تعامل الرئيس التنفيذي مع الصحافة؟