مُلتقطات

هواية... أقصاها الموت!

| د. جاسم المحاري

يرى‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬شيوع‭ ‬استخدامها‭ ‬لدى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المكتّظة‭ ‬بالسكان؛‭ ‬قضاء‭ ‬للحاجة،‭ ‬دون‭ ‬أنْ‭ ‬تلحقها‭ ‬تبِعات‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬حاجة‭ ‬للسّعة‭ ‬المكانية،‭ ‬إلى‭ ‬أنْ‭ ‬تجاوز‭ ‬غرض‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الترفيهية‭ ‬لدى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الثقافات‭ ‬في‭ ‬متعدد‭ ‬أنماط‭ ‬الحياة‭ ‬عند‭ ‬شعوب‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طيّاتها‭ ‬دلالات‭ ‬الحماس‭ ‬ونوازع‭ ‬الاندفاع،‭ ‬كوسيلة‭ ‬تخفيف‭ ‬للضغط‭ ‬وإراحة‭ ‬العقل‭ ‬وزيادة‭ ‬الإمتاع‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬التواصل‭ ‬غير‭ ‬المنقطع‭ ‬مع‭ ‬ظواهر‭ ‬الطبيعة‭ ‬من‭ ‬حولهم‭ ‬بما‭ ‬تجتذبهم‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬السرعة‭ ‬في‭ ‬آفاقها‭ ‬الواسعة‭ ‬بالترويح‭ ‬المُنعش؛‭ ‬لعلّة‭ ‬أسعارها‭ ‬المقبولة‭ ‬وأدائها‭ ‬العالي‭ ‬وسط‭ ‬أصوات‭ ‬الريح‭ ‬وهدير‭ ‬المحركات‭ ‬وتزايد‭ ‬الاستثارات‭ ‬في‭ ‬ثنائيات‭ ‬الدوران‭ ‬والإمالة‭ ‬المسرعتين،‭ ‬والتي‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ (‬تزعم‭) ‬ثبات‭ ‬الاستقلالية‭ ‬وعنفوان‭ ‬المُغامرة‭.‬

الدراجة‭ ‬النارية‭ ‬Motorcycle‭ ‬ذات‭ ‬الهيكل‭ ‬المتين‭ ‬والعجلتين‭ ‬أو‭ ‬الثلاث‭ - ‬التي‭ ‬تنتجها‭ ‬اليابان‭ ‬بكثرة‭ ‬بعد‭ ‬اختراع‭ ‬المهندس‭ ‬الألماني‭ ‬“جوتليب‭ ‬ديملر”‭ ‬لها‭ ‬عام‭ ‬1885م‭ - ‬تُستخدم‭ ‬فيما‭ ‬مضى‭ ‬وسيلة‭ ‬مواصلاتٍ‭ ‬وتنقلٍ،‭ ‬ونشاط‭ ‬ترفيهٍ‭ ‬ورياضةٍ،‭ ‬وأداة‭ ‬مطاردةٍ‭ ‬جنائية‭ ‬وشرطية،‭ ‬وتقنيةٌ‭ ‬للدفاع‭ ‬المدني‭ ‬والإطفاء،‭ ‬وخطةُ‭ ‬تنظيمٍ‭ ‬لحركة‭ ‬المرور‭ ‬والرعاية‭ ‬الطبية،‭ ‬بل‭ ‬وحلقةٌ‭ ‬سهلةٌ‭ ‬سلسةٌ‭ ‬لتنّقلِ‭ ‬ساعي‭ ‬البريد‭ ‬ومُراسل‭ ‬المستندات‭ ‬والطرود،‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬يتحصنّوا‭ ‬جميعهم‭ ‬بخوذات‭ ‬الأمان‭ ‬ونظارات‭ ‬الشمس‭ ‬والغبار‭ ‬الواقية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬انتظام‭ ‬الكثير‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬انتقالهم‭ ‬إلى‭ ‬أعمالهم‭ ‬أو‭ ‬مدارسهم‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭.  ‬فيما‭ ‬أضحت‭ ‬بأسفٍ‭ ‬بالغ‭ - ‬في‭ ‬جُلّها‭ ‬–‭ ‬حاضراً،‭ ‬أداة‭ (‬أقلّها‭) ‬إصابات‭ ‬خطرة‭ (‬وأقصاها‭) ‬قتل‭ ‬أليم‭ ‬حصد‭ ‬ومازال‭ ‬يحصد‭ ‬أرواحا‭ ‬بريئة،‭ ‬ولاسيّما‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬والمراهقين‭ ‬الذين‭ ‬أخذوا‭ ‬يتسابقون‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬في‭ (‬زَهْقِ‭) ‬الأرواح‭ ‬تارة،‭ ‬وتارة‭ ‬أخرى‭ ‬إزعاج‭ ‬الآخرين؛‭ ‬جرّاء‭ ‬السرعة‭ ‬المفرطة‭ ‬والاستعراض‭ ‬المتهور‭ ‬أثناء‭ ‬القيادة‭ ‬التي‭ ‬تلاشت‭ ‬فيها‭ ‬بيئة‭ ‬الأمان‭ ‬وانعدمت‭ ‬عندها‭ ‬روح‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقوانين‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬الرئيسية،‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬مصدر‭ ‬خوفٍ‭ ‬عميقٍ‭ ‬للأهالي،‭ ‬وقلقٍ‭ ‬بالغٍ‭ ‬لمستخدمي‭ ‬الطريق‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬تصدّر‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬قطع‭ ‬الإشارات‭ ‬وتخطّي‭ ‬الأرصفة‭ ‬ودهس‭ ‬الأطفال‭!.‬

 

نافلة‭:  ‬

تتضاعف‭ ‬المسؤولية‭ ‬على‭ ‬الآباء‭ ‬–‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المدنية‭ ‬الأخرى‭ ‬–‭ ‬بعد‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬الشباب‭ ‬والمراهقين‭ ‬الذين‭ ‬يقودون‭ ‬الدراجات‭ ‬النارية‭ ‬دون‭ ‬إدراك‭ ‬منهم‭ ‬لعواقبها‭ (‬القاتلة‭) ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والتقاطعات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬الاتباع‭ ‬التّام‭ ‬للتعليمات‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬ضمن‭ ‬مستوى‭ ‬المهارات‭ ‬لتقليل‭ ‬منسوب‭ ‬المخاطر‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬عبر‭ ‬الالتزام‭ ‬بالسرعات‭ ‬المحددة‭ ‬للشوارع‭ ‬ووضع‭ ‬الخوذة‭ ‬الواقية‭ ‬للرأس‭ ‬والعين‭ ‬وقفازات‭ ‬اليدين‭ ‬وكسارة‭ ‬الصدر‭ ‬والظهر‭ ‬والرجلين‭ ‬والأكتاف،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ارتداء‭ ‬الملابس‭ ‬ذات‭ ‬الألوان‭ ‬الفاتحة‭.‬