لقطة

مغمور يهدد برشلونة ويوفنتوس!

| أحمد كريم

قد‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬برشلونة‭ ‬أو‭ ‬يوفنتوس‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬للخشية‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬فريق‭ ‬فيرنزانوس‭ ‬الهنغاري،‭ ‬فلا‭ ‬مقارنة‭ ‬واقعية‭ ‬إطلاقا‭ ‬تضعه‭ ‬في‭ ‬الكفة‭ ‬الأرجح،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬فريق‭ ‬يصعد‭ ‬لدوري‭ ‬أبطال‭ ‬أوروبا‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬25‭ ‬عامًا،‭ ‬فيما‭ ‬يدرك‭ ‬العملاقان‭ ‬حجم‭ ‬إمكاناتهما‭ ‬الفنية‭ ‬وحظوظهما‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬يعرفون‭ ‬جيدا‭ ‬كيف‭ ‬يذهبون‭ ‬بعيدا‭ ‬في‭ ‬منافساتها‭.‬

لكن‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬يتوجب‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬العملاقان‭ ‬لبرهة؛‭ ‬للتأمل‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬فيرنزانوس‭ ‬الذي‭ ‬توج‭ ‬أخيرا‭ ‬بلقبه‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬هنغاريا،‭ ‬بل‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬دوري‭ ‬الأبطال‭ ‬بعدما‭ ‬تجاوز‭ ‬دور‭ ‬غاردين‭ ‬السويدي،‭ ‬سيلتك‭ ‬الاسكتلندي،‭ ‬دينامو‭ ‬زغرب‭ ‬الكرواتي‭ ‬وأخيرا‭ ‬مولده‭ ‬النرويجي،‭ ‬ولا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬شيء‭ ‬يمنعه‭ ‬من‭ ‬الطموح‭ ‬وبعثرت‭ ‬الأوراق‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬برشلونة،‭ ‬يوفنتوس،‭ ‬وديناموكييف‭ ‬الأوكراني‭!‬

وعلى‭ ‬برشلونة‭ ‬ويوفنتوس‭ ‬أن‭ ‬يدركا‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬الهنغاري،‭ ‬يقوده‭ ‬مدرب‭ ‬أوكراني‭ ‬متربص،‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬تذوق‭ ‬لذة‭ ‬الفوز‭ ‬على‭ ‬الفريق‭ ‬الكتالوني‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬لاعبا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأسطورة‭ ‬شفيشينكو،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1997،‭ ‬إذ‭ ‬سجل‭ ‬الأخير‭ ‬يومها‭ ‬هاتريك‭ ‬لفريق‭ ‬دينامو‭ ‬كييف‭ ‬على‭ ‬برشلونة‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬الكامب‭ ‬نو،‭ ‬فيما‭ ‬وضع‭ ‬مواطنه‭ ‬سيرهي‭ ‬ريبروف‭ ‬المدرب‭ ‬الحالي‭ ‬لفيرنزانوس‭ ‬حدا‭ ‬للمهرجان‭ ‬بهدف‭ ‬رابع‭ ‬انتهت‭ ‬عليه‭ ‬المواجهة‭ ‬التاريخية‭.‬

ويبدو‭ ‬هذا‭ ‬المدرب‭ ‬مخيفا‭ ‬بالفعل‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يحقق‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬فقط‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬متواضع‭ ‬وإنما‭ ‬أصبح‭ ‬أيضا‭ ‬مدرب‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬هنغاريا،‭ ‬وله‭ ‬سجل‭ ‬من‭ ‬الذكريات‭ ‬الرائعة‭ ‬في‭ ‬الفوز‭ ‬على‭ ‬برشلونة‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يسترد‭ ‬اعتباره‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬عقب‭ ‬زلزال‭ ‬البايرن‭ ‬ميونيخ،‭ ‬فيما‭ ‬مازال‭ ‬اليوفي‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬مع‭ ‬مدربه‭ ‬الجديد‭ ‬بيرلو،‭ ‬أما‭ ‬دينامو‭ ‬كييف‭ ‬الأوكراني،‭ ‬فالمدرب‭ ‬ريبروف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬يعرفه‭!‬

ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬التجربة‭ ‬تثبت‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الحديثة،‭ ‬أن‭ ‬المدرب‭ ‬الذكي‭ ‬مثل‭ ‬ريبروف‭ ‬يستطيع‭ ‬إحداث‭ ‬تشويش‭ ‬على‭ ‬الصورة‭ ‬النمطية‭ ‬لدى‭ ‬الفرق‭ ‬الكبيرة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأساليب‭ ‬الثورية‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬تحضير‭ ‬اللاعبين‭ ‬وحشد‭ ‬جهودهم‭ ‬للنصر،‭ ‬خصوصا‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬ثقته‭ ‬وعطائه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يولد‭ ‬معنويات‭ ‬عالية‭ ‬يصعب‭ ‬تحطيمها‭ ‬بسهولة‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬المنتخبات‭ ‬والفرق‭ ‬العالمية‭.‬

لذلك،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬على‭ ‬الفريق‭ ‬الإسباني‭ ‬والفريق‭ ‬الإيطالي‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬المدرب‭ ‬الأوكراني،‭ ‬الذي‭ ‬يحلم‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬مجدًا‭ ‬شخصي‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬أيام‭ ‬كان‭ ‬لاعبا،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬فرصة‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬هذا‭ ‬المجد‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬برشلونة‭ ‬المزين‭ ‬بمهارة‭ ‬ميسي،‭ ‬وغريمه‭ ‬الجديد‭ ‬يوفنتوس‭ ‬المسلح‭ ‬بعضلات‭ ‬رونالدو‭.. ‬أليس‭ ‬كذلك؟‭!‬