الخوف والحب

| مريم أبودريس

يعتبر‭ ‬الخوف‭ ‬والحب‭ ‬المحركين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬لجميع‭ ‬أفعال‭ ‬البشر،‭ ‬فجميع‭ ‬أفعالنا‭ ‬وردود‭ ‬أفعالنا‭ ‬ناتجة‭ ‬من‭ ‬توجيه‭ ‬أحد‭ ‬هذين‭ ‬الشعورين‭ ‬أو‭ ‬كلاهما،‭ ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬يُعتبر‭ ‬الخوف‭ ‬الشعور‭ ‬الحامي‭ ‬لحياتنا‭ ‬لأنه‭ ‬يجنبنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬حسب‭ ‬الدكتور‭ ‬ديفيد‭ ‬هاوكينز‭ ‬مؤلف‭ ‬كتاب‭ ‬السماح‭ ‬بالرحيل‭ ‬يُعتبر‭ ‬طاقة‭ ‬منخفضة‭ ‬وسلبية‭ ‬مقارنة‭ ‬بطاقة‭ ‬الحب،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الخوف‭ ‬قد‭ ‬يمنعنا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬المخاطر‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نعبد‭ ‬الله‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬يقدم‭ ‬الحب‭ ‬علاقة‭ ‬أفضل‭ ‬وعبادة‭ ‬أقوى‭ ‬أساسها‭ ‬العاطفة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬الخالق‭ ‬والمخلوق،‭ ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نساعد‭ ‬الآخرين‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬نظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬فإننا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬المساعدة‭ ‬بدافع‭ ‬المشاركة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لهموم‭ ‬بني‭ ‬الإنسان‭ ‬واحتياجاتهم،‭ ‬كذلك‭ ‬إنجاز‭ ‬العمل‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬فقدان‭ ‬الوظيفة‭ ‬لكن‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بدافع‭ ‬الإخلاص‭ ‬وحب‭ ‬الإنجاز‭ ‬وليس‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬عواقب‭ ‬أخرى‭.‬

إن‭ ‬اختياراتنا‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تختلف‭ ‬باختلاف‭ ‬نظرتنا‭ ‬للأمور‭ ‬وأنفسنا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬علاقتنا‭ ‬بالآخرين‭ ‬وبجميع‭ ‬الأشياء‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬تتغير‭ ‬بتغير‭ ‬علاقتنا‭ ‬مع‭ ‬ذواتنا،‭ ‬إن‭ ‬الإشباع‭ ‬بالحب‭ ‬يجعل‭ ‬تقبلنا‭ ‬للحياة‭ ‬وتحدياتها‭ ‬أسهل‭ ‬لأننا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬نواجه‭ ‬تحدياً‭ ‬جديداً‭ ‬نتعلم‭ ‬أن‭ ‬نتقبله‭ ‬بحب‭ ‬ونعمل‭ ‬على‭ ‬تجاوزه‭ ‬بطاقة‭ ‬عالية‭ ‬وإيجابية‭.‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الأوقات‭ ‬التي‭ ‬نمر‭ ‬بها‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬الأوقات‭ ‬التي‭ ‬نحتاج‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬نستبدل‭ ‬طاقة‭ ‬الخوف‭ ‬بالحب،‭ ‬نلتزم‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الخوف‭ ‬كشعور‭ ‬بدائي‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬ولكن‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬حبنا‭ ‬لأنفسنا‭ ‬وأحبتنا‭ ‬المقربين،‭ ‬من‭ ‬رغبتنا‭ ‬في‭ ‬سلامتهم‭ ‬وحرصنا‭ ‬على‭ ‬تجنيبهم‭ ‬الألم‭ ‬أو‭ ‬الموت،‭ ‬نحن‭ ‬بدافع‭ ‬الحب‭ ‬نلتزم‭ ‬كي‭ ‬تعبر‭ ‬السفينة‭ ‬بالجميع‭ ‬سالمين‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البحرين‭ ‬سنلتزم‭ ‬لأسبوعين‭.‬