من جديد

وداعا فقيد الإنسانية

| د. سمر الأبيوكي

نشاطر‭ ‬الكويت‭ ‬وأهلها‭ ‬حزنهم‭ ‬العميق‭ ‬لوفاة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬فقيد‭ ‬الإنسانية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فقيد‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة،‭ ‬حيث‭ ‬اجتمعنا‭ ‬قاطبة‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬الأب‭ ‬البسيط‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬ويسجل‭ ‬التاريخ‭ ‬له‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬توضح‭ ‬مدى‭ ‬قربه‭ ‬من‭ ‬شعبه‭ ‬ومدى‭ ‬الحب‭ ‬المتبادل،‭ ‬فهو‭ ‬الحريص‭ ‬على‭ ‬الكويت‭ ‬وأهلها‭ ‬وأمنها‭ ‬وسلمها‭.‬

الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬كان‭ ‬يتحلى‭ ‬بسمات‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬النبل‭ ‬والعزة‭ ‬والبساطة‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬والقرب‭ ‬الإنساني‭ ‬الحقيقي،‭ ‬ولا‭ ‬ينسى‭ ‬أحدنا‭ ‬يوم‭ ‬التفجير‭ ‬الإرهابي‭ ‬لمسجد‭ ‬الصادق‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة،‭ ‬لا‭ ‬أعادها‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬ذكرى‭ ‬أبدا،‭ ‬عندما‭ ‬هرول‭ ‬بنفسه‭ ‬ليتفقد‭ ‬موقع‭ ‬الحادث‭ ‬وما‭ ‬حل‭ ‬به،‭ ‬وكان‭ ‬ألمه‭ ‬كبيرا‭ ‬ولمسنا‭ ‬من‭ ‬حديثه‭ ‬ما‭ ‬مس‭ ‬قلوبنا‭ ‬جميعا‭ ‬وأدمع‭ ‬أعيننا‭ ‬وهز‭ ‬كياننا‭ ‬بصدق‭ ‬كلماته‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭.‬

من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬الوطن‭ ‬أباه،‭ ‬هكذا‭ ‬هي‭ ‬المشاعر‭ ‬تجاه‭ ‬فقد‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل،‭ ‬والواضح‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أبا‭ ‬للكويت‭ ‬فقط،‭ ‬إنما‭ ‬كان‭ ‬أبا‭ ‬للخليج‭ ‬قاطبة،‭ ‬فحلت‭ ‬وفاته‭ ‬كصدمة‭ ‬حقيقية‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬ونحمد‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أخذ‭ ‬وأعطى،‭ ‬فلله‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ومن‭ ‬بعد،‭ ‬لكن‭ ‬صباح‭ ‬الكويت‭ ‬سيحيا‭ ‬في‭ ‬دعواتنا‭ ‬وصلواتنا‭ ‬ما‭ ‬دمنا،‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬أمير‭ ‬الكويت‭ ‬وتغمد‭ ‬روحه‭ ‬الجنة‭ ‬وربط‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬محبيه‭ ‬وألهمهم‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭.‬

إن‭ ‬ترجل‭ ‬الفارس‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬بشجن‭ ‬وألم‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬دوما‭ ‬ينبئ‭ ‬ببداية‭ ‬مشوار‭ ‬أسسه‭ ‬الراحل‭ ‬بوعيه‭ ‬وحكمته‭ ‬الفذة،‭ ‬أعان‭ ‬الله‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬نواف‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬وسدد‭ ‬خطاه‭ ‬ووفقه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يرضي‭ ‬الله‭ ‬والوطن،‭ ‬وتحيا‭ ‬الكويت‭ ‬دوما‭ ‬برجالاتها‭ ‬وذكراهم‭ ‬الطيبة‭ ‬وأهلها‭ ‬الكرام‭.‬