أدوار كبيرة لهم

| عبدعلي الغسرة

لقد‭ ‬ساهم‭ ‬المسنون‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬بأدوار‭ ‬كبيرة‭ ‬ومهمة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم،‭ ‬وكان‭ ‬لسواعدهم‭ ‬وعقولهم‭ ‬دور‭ ‬رائد‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬وتقديرًا‭ ‬لهذه‭ ‬الأدوار‭ ‬وتكريمًا‭ ‬لعطائهم‭ ‬الوطني‭ ‬والقومي‭ ‬والدولي‭ ‬قررت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تحديد‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يومًا‭ ‬عالميًا‭ ‬للمسنين،‭ ‬ويهدف‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬للعناية‭ ‬بالمسنين‭ ‬والاهتمام‭ ‬بهم‭ ‬وعدم‭ ‬الإساءة‭ ‬إليهم،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التقدير‭ ‬لهم‭ ‬لما‭ ‬حققوه‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬مجتمعية‭ ‬وإنسانية‭.‬

وسيعزز‭ ‬احتفال‭ ‬2020م‭ ‬بيوم‭ ‬المسنين‭ ‬“التمتع‭ ‬بالصحة‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الشيخوخة‭ ‬2020م‭ ‬ــ‭ ‬2030م”،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬زيادة‭ ‬السياسات‭ ‬والبرامج‭ ‬الصحية‭ ‬لهم‭ ‬وزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬باحتياجاتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬بسبب‭ ‬انخفاض‭ ‬مناعتهم‭ ‬الصحية،‭ ‬وهذا‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الهدف‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الذي‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬“ضمان‭ ‬حياة‭ ‬صحية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الرفاهية‭ ‬للجميع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأعمار”‭.‬

وتحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم،‭ ‬حيث‭ ‬تهتم‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بكبار‭ ‬السِن،‭ ‬وتعمل‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬باحتياجاتهم‭ ‬وتحسين‭ ‬صحتهم،‭ ‬والسعي‭ ‬لتعزيز‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليها‭ ‬ووضع‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬لخدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بما‭ ‬يكفل‭ ‬لكبار‭ ‬السِن‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬يستحقونها‭. ‬وتعتبر‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬فيها‭ ‬لجنة‭ ‬وطنية‭ ‬للمسنين،‭ ‬وتتمثل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬بوضع‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمسنين‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وقد‭ ‬صدر‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬58‭) ‬لسنة‭ ‬2009م‭ ‬بشأن‭ ‬“حقوق‭ ‬المسنين”‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬حماية‭ ‬المسِن‭ ‬وصون‭ ‬كرامته‭ ‬بجانب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬الوزارية‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬بيئة‭ ‬داعمة‭ ‬للمسنين‭. ‬وقد‭ ‬ساهمت‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكبار‭ ‬السِن‭ ‬في‭ ‬2012م‭ ‬في‭ ‬إدماج‭ ‬المسنين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وإنشاء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البيوت‭ ‬والأندية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافظات‭ ‬بجانب‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬ومكتب‭ ‬خدمات‭ ‬المسنين‭.‬

وسيفوق‭ ‬عدد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬تبلغ‭ ‬أعمارهم‭ (‬60‭) ‬عامًا‭ ‬بحلول‭ ‬2050م‭ (‬1.5‭) ‬مليار‭ ‬شخص،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وصول‭ ‬الإنسان‭ ‬لعمر‭ ‬الستين‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬نهاية‭ ‬الحياة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الحياة‭ ‬تبدأ‭ ‬بعد‭ ‬سِن‭ ‬الستين،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬المسنين‭ ‬مازالوا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬ولهم‭ ‬مساهمات‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتطوعية‭ ‬لما‭ ‬يملكونه‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬ومعرفة‭ ‬متراكمة‭ ‬اكتسبوها‭ ‬خلال‭ ‬حياتهم،‭ ‬والعمل‭ ‬الإنساني‭ ‬والمجتمعي‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بالسِن،‭ ‬إنما‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬العطاء‭.‬