ياسمينيات

ممرضات ليلاً وعاملات صباحاً!

| ياسمين خلف

الغش‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬حتى‭ ‬بتنا‭ ‬نفقد‭ ‬ثقتنا‭ ‬في‭ ‬البيض‭ ‬الذي‭ ‬نتناوله‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬بيض‭ ‬دجاج‭ ‬فعلاً،‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬بيض‭ ‬مخلوق‭ ‬آخر‭ ‬متنكر‭! ‬والحال‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬مكاتب‭ ‬استقدام‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬ومكاتب‭ ‬الخدمات‭ ‬الخاصة‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والثانية‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬أخطر‭.‬

فالطامة‭ ‬الكبرى،‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬مراكز‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الخاصة‭ ‬تلك،‭ ‬والتي‭ ‬توفر‭ ‬ممرضين‭ ‬ومرافقين‭ ‬للمرضى‭ ‬وذوي‭ ‬الهمم‭ ‬وكبار‭ ‬السن،‭ ‬وباعتراف‭ ‬العاملات‭ ‬أنفسهن،‭ ‬بعضهن‭ ‬لسن‭ ‬ممرضات‭ ‬وإنما‭ ‬عاملات‭ ‬منازل‭ ‬بزي‭ ‬ممرضات،‭ ‬وأنهن‭ ‬لم‭ ‬يدرسن‭ ‬التمريض‭ ‬قط،‭ ‬وليست‭ ‬لهن‭ ‬علاقة‭ ‬أصلاً‭ ‬بالتمريض‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬بعيد‭! ‬وأن‭ ‬بعضهن‭ ‬يفضلن‭ ‬العمل‭ ‬كممرضات‭ ‬مساء،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تعملن‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬كعاملات‭ ‬بنظام‭ ‬الساعات‭ ‬صباحاً‭ ‬لزيادة‭ ‬دخلهن‭! ‬وبذلك‭ ‬تغرزن‭ ‬الإبر‭ ‬مساءً،‭ ‬وتغسلن‭ ‬الصحون‭ ‬صباحاً‭. ‬؟‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬كذلك‭ ‬أنهن‭ ‬وبعد‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬كخدم‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬صباحاً،‭ ‬يأتين‭ ‬مرهقات‭ ‬متعبات‭ ‬في‭ ‬نوباتهن‭ ‬الليلية‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬منهن‭ ‬أن‭ ‬يكن‭ ‬يقظات‭ ‬لأي‭ ‬طارئ‭ ‬قد‭ ‬يقع‭ ‬فيه‭ ‬ذاك‭ ‬المريض،‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬أهله‭ ‬مبالغ‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭ ‬أبداً‭ ‬نظير‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬اللازمة‭.. ‬إذ‭ ‬يتراوح‭ ‬راتب‭ (‬الممرضة‭/‬العاملة‏‭) ‬مابين‭ ‬450‭ -‬600‭ ‬ديناراً‭ ‬لثماني‭ ‬ساعات،‭ ‬نصيب‭ ‬العاملة‭ ‬منه‭ ‬180‭ ‬ديناراً‭ ‬فقط،‭ ‬والباقي‭ ‬طبعاً‭ ‬يذهب‭ ‬للمكتب‭! ‬وذلك‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬راتب‭ (‬الممرضة‭/‬العاملة‭) ‬سيكلفك‭ ‬900‭ ‬دينار‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬اضطررت‭ ‬لبقائها‭ ‬لفترتين‭ ‬صباحية‭ ‬ومسائية،‭ ‬هو‭ ‬راتب‭ ‬لعمري‭ ‬يحلم‭ ‬به‭ ‬أغلب‭ ‬البحرينيين‭!‬

والغش‭ ‬مستمر،‭ ‬فإن‭ ‬أردت‭ ‬خادمة‭ ‬بمواصفات‭ ‬محددة‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬أكثر‭ ‬طبعاً،‭ ‬وليست‭ ‬تجربة‭ ‬أخينا‭ ‬متفردة،‭ ‬فمثلها‭ ‬كُثر،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬اشترطت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مدبرة‭ ‬منزلة‭ ‬جامعية،‭ ‬لتشارك‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تدريس‭ ‬أبنائه،‭ ‬وارتضى‭ ‬بذلك‭ ‬ارتفاع‭ ‬أجرها‭ ‬إلى‭ ‬150‭ ‬ديناراً،‭ ‬تفاجأ‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬سوى‭ ‬شهادة‭ ‬الصف‭ ‬السادس‭ ‬الابتدائي‭! ‬وطبعاً‭ ‬لم‭ ‬تعترف‭ ‬الخادمة‭ ‬بذلك‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬فترة‭ ‬الضمان‭ ‬الثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬ليخرج‭ ‬الكفيل‭ ‬“من‭ ‬المولد‭ ‬بلا‭ ‬حمص”‭! ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬إخواننا‭ ‬المصريون،‭ ‬فمن‭ ‬يحمي‭ ‬حقوق‭ ‬الكفيل؟‭.‬

 

ياسمينة‭:

‬ضقنا‭ ‬ذرعاً‭ ‬بهذا‭ ‬التلاعب،‭ ‬فإلى‭ ‬متى؟‭.‬