سوالف

تكاثر بذور المحبة والسلام في العالم

| أسامة الماجد

إن‭ ‬التقدم‭ ‬المستقبلي‭ ‬المنشود‭ ‬للإنسانية‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬والانفتاح‭ ‬والتوافق،‭ ‬لأن‭ ‬التاريخ‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬المجتمعات‭ ‬المنغلقة‭ ‬والمعزولة‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تنتهي‭ ‬وتذوب،‭ ‬أما‭ ‬المجتمعات‭ ‬المنفتحة‭ ‬المتحضرة‭ ‬فستبلغ‭ ‬ذروة‭ ‬الكمال‭ ‬وتنال‭ ‬احترام‭ ‬الجميع،‭ ‬كونها‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬النهج‭ ‬الصائب‭ ‬وساهمت‭ ‬مع‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬المنفتحة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والطمأنينة‭ ‬لشعوب‭ ‬العالم،‭ ‬وتبذل‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬للاستقرار‭. ‬

إن‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خدمة‭ ‬البشرية‭ ‬ودفع‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬الرفاه‭ ‬والتقدم،‭ ‬ومما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬وتعميقها‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬هذه‭ ‬الشعوب‭ ‬قضاياها‭ ‬بتجاوب‭ ‬متبادل‭ ‬وبشكل‭ ‬مشترك،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتحول‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬الاندماج،‭ ‬وهذا‭ ‬الاندماج‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬بناء‭ ‬يحتوي‭ ‬كل‭ ‬القدرات‭ ‬الخيرة‭ ‬للشعوب‭ ‬ويسير‭ ‬باتجاه‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬اتجاه‭ ‬خير‭ ‬الشعوب،‭ ‬فتتحطم‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬كل‭ ‬معوقات‭ ‬التقدم‭ ‬وتهدم‭ ‬كل‭ ‬ركائز‭ ‬الخلافات‭ ‬وتنفتح‭ ‬أمام‭ ‬البشرية‭ ‬الآفاق‭ ‬الفسيحة‭ ‬للتقدم،‭ ‬حيث‭ ‬يستطيع‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يسير‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬يرغب‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬رقي‭ ‬وازدهار‭.‬

إن‭ ‬الشعوب‭ ‬دائما‭ ‬تتطلع‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬توثيق‭ ‬عرى‭ ‬الصداقة‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬وكل‭ ‬إنسان‭ ‬يتطلع‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬واجبه‭ ‬نحو‭ ‬نفسه‭ ‬ونحو‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنساني،‭ ‬والمتخلف‭ ‬وحده‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬سيبقى‭ ‬في‭ ‬منطقته‭ ‬السوداء‭ ‬يعيش‭ ‬العزلة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الجميع‭ ‬وغير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬هضم‭ ‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام‭ ‬والانفتاح،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الموقف‭ ‬السلبي‭ ‬الذي‭ ‬ترفضه‭ ‬الإنسانية‭ ‬بطولها‭ ‬وعرضها‭.‬

مناخ‭ ‬اليوم‭ ‬مناسب‭ ‬للإسراع‭ ‬في‭ ‬تكاثر‭ ‬بذور‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬أتعبته‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬والأحقاد،‭ ‬ونظرة‭ ‬شاملة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الحروب‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الطويلة‭ ‬الماضية،‭ ‬تبين‭ ‬لنا‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬يرتطم‭ ‬بالجدران‭ ‬والناس‭ ‬تغوص‭ ‬في‭ ‬لجة‭ ‬الفزع‭ ‬والرعب‭ ‬بسبب‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭.‬

 

لنخلف‭ ‬للأبناء‭ ‬والأحفاد‭ ‬إرث‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح،‭ ‬لأن‭ ‬الأبناء‭ ‬والأحفاد‭ ‬هم‭ ‬الشعوب،‭ ‬والشعوب‭ ‬جوهر،‭ ‬والجوهر‭ ‬باق‭.‬