الأب الكبير يسبل دموع البيت الخليجي

| كلمة البلاد

مضى‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬ثقيلا‭ ‬ليس‭ ‬ككل‭ ‬الأيام‭. ‬لقد‭ ‬رُزِء‭ ‬الجميع‭ ‬بوفاة‭ ‬قائد‭ ‬حكيم‭ ‬يعجز‭ ‬مداد‭ ‬القلم‭ ‬عن‭ ‬تعداد‭ ‬خصاله‭ ‬ومناقبه‭.‬

توشح‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬حزنا،‭ ‬بوفاة‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬فرسان‭ ‬الاعتدال‭ ‬بدول‭ ‬العالم،‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح،‭ ‬الذي‭ ‬أفنى‭ ‬حياته‭ ‬حاملا‭ ‬رسالة‭ ‬السلام‭ ‬والحكمة،‭ ‬ومتسلحا‭ ‬بخبرته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المخضرمة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الحرجة‭ ‬والقضايا‭ ‬الشائكة،‭ ‬إذ‭ ‬دأب‭ ‬على‭ ‬نزع‭ ‬البارود،‭ ‬وجمع‭ ‬الفرقاء،‭ ‬ومنحهم‭ ‬مفتاح‭ ‬الحل،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬طاولة‭ ‬الكويت‭ ‬ملاذا،‭ ‬للتوافق‭ ‬المستمر‭ ‬ووأد‭ ‬جذوة‭ ‬الخلافات‭.‬

عاشت‭ ‬الكويت‭ ‬طيلة‭ ‬14‭ ‬عاما‭ ‬لتوليه‭ ‬الإمارة‭ ‬الازدهار‭ ‬والتقدم‭. ‬كان‭ ‬الأب‭ ‬الكبير‭ ‬لكل‭ ‬كويتي،‭ ‬والقدوة‭ ‬الملهم‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬صداع‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي،‭ ‬وعالج‭ ‬أمراض‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الكويتية‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الممارسة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الوقورة،‭ ‬فحمى‭ ‬الكويت‭ ‬والمكاسب‭ ‬الدستورية‭ ‬لشعبها‭.‬

ليست‭ ‬الكويت‭ ‬وحيدة‭ ‬في‭ ‬مصابها‭ ‬الجلل،‭ ‬إذ‭ ‬كل‭ ‬البيت‭ ‬الخليجي‭ ‬مكلوم،‭ ‬ويسبل‭ ‬دمعه‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الخطب؛‭ ‬لأنهم‭ ‬يشاطرون‭ ‬دار‭ ‬آل‭ ‬الصباح‭ ‬في‭ ‬تعازيهم‭ ‬برحيل‭ ‬داعية‭ ‬للوحدة،‭ ‬ونبذ‭ ‬الخصام،‭ ‬وراعيا‭ ‬للخير،‭ ‬وهبّ‭ ‬لنداء‭ ‬كل‭ ‬قطر‭ ‬مجروح‭ ‬اقتصاديا،‭ ‬بما‭ ‬جعله‭ ‬جديرا‭ ‬بلقب‭ ‬أمير‭ ‬الإنسانية‭ ‬بشهادة‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬سبتمبر‭ ‬2014‭.‬

كلنا‭ ‬مؤمنون‭ ‬بقضاء‭ ‬الله‭ ‬وقدره‭.. ‬رحمك‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬أمير‭ ‬وطن‭ ‬النهار‭.. ‬وألهم‭ ‬أهلنا‭ ‬بالكويت‭ ‬والأمتين‭ ‬العربية‭ ‬والاسلامية‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭.‬

وكلنا‭ ‬واثقون‭ ‬بإدراك‭ ‬الكويتيين‭ ‬لتحديات‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة،‭ ‬وبما‭ ‬تقتضيه‭ ‬من‭ ‬التفاف‭ ‬حول‭ ‬قيادة‭ ‬أمير‭ ‬الكويت‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬نواف‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬والذي‭ ‬يجزم‭ ‬الجميع‭ ‬أنه‭ ‬خير‭ ‬خلف‭ ‬لخير‭ ‬سلف‭.‬