رؤيا مغايرة

كم حذرنا من مسألة الاستهتار

| فاتن حمزة

كتبنا‭ ‬مراراً‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬غامض،‭ ‬وما‭ ‬نسمعه‭ ‬في‭ ‬النهار‭ ‬يأتي‭ ‬عليه‭ ‬الليل‭ ‬ليفنده،‭ ‬وذكرنا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬لن‭ ‬ينحسر‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يظن‭ ‬البعض‭.‬

وها‭ ‬نحن‭ ‬نودع‭ ‬الصيف‭ ‬لندخل‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬المرتع‭ ‬الخصب‭ ‬له،‭ ‬وكم‭ ‬حذرنا‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬الاستهتار‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬مؤخرا‭ ‬لزيادة‭ ‬مفزعة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات‭ ‬والوفيات‭ ‬مع‭ ‬صغر‭ ‬حجم‭ ‬البحرين‭ ‬وعدد‭ ‬سكانها،‭ ‬فالاستهتار‭ ‬ينذر‭ ‬بكارثة‭ ‬قد‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬السيطرة،‭ ‬وحينها‭ ‬لن‭ ‬ينفع‭ ‬الندم‭.‬

من‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬عقليات‭ ‬استهتارية‭ ‬تتهاون‭ ‬بعواقب‭ ‬المرض‭ ‬وسرعة‭ ‬تمدده،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تؤدي‭ ‬لازدياد‭ ‬أعداد‭ ‬المرضى‭ ‬والوفيات‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬القاتل‭.‬

رغم‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والوقائية‭ ‬والجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬المبذولة‭ ‬لمحاربة‭ ‬المرض‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬والكوادر‭ ‬الطبية،‭ ‬للأسف‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬المعاكس‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬استهتار‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬الزيارات‭ ‬العائلية‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬وتراص‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المجالس‭ ‬والذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الجنازات‭ ‬والاحتفالات‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬القيود‭ ‬والضوابط‭ ‬لمنع‭ ‬انتشار‭ ‬المرض‭... ‬فعلاً‭ ‬لا‭ ‬حياة‭ ‬لمن‭ ‬تنادي‭!‬