لماذا حذرت المقاومة الإيرانية المنطقة والعالم من نظام الملالي؟ (1)

| مهدي عقبائي

لم‭ ‬تكن‭ ‬عملية‭ ‬الصراع‭ ‬الدائرة‭ ‬بين‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وبين‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬عملية‭ ‬تختص‭ ‬بظلمه‭ ‬وجوره‭ ‬وإجرامه‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬فقط،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬أساس‭ ‬انطلاق‭ ‬هذا‭ ‬الصراع،‭ ‬وإنما‭ ‬كانت‭ ‬عملية‭ ‬صراع‭ ‬شاملة‭ ‬وواسعة‭ ‬النطاق‭ ‬خرجت‭ ‬عن‭ ‬إطار‭ ‬إيران‭ ‬والشعب‭ ‬الإيراني‭.‬

ذلك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ولاعتماده‭ ‬على‭ ‬نظرية‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬الاستبدادية‭ ‬القمعية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬امبراطورية‭ ‬دينية‭ ‬تخضع‭ ‬معظم‭ ‬بلدان‭ ‬العالمين‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬لنفوذها‭ ‬وهيمنتها،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصدير‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬خصوصا‭ ‬والعالم‭ ‬عموما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأسيس‭ ‬أحزاب‭ ‬وميليشيات‭ ‬وخلايا‭ ‬نائمة‭ ‬فيها‭.‬

فقد‭ ‬شمل‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬الصعيد‭ ‬الخارجي‭ ‬أيضا،‭ ‬وقد‭ ‬توضح‭ ‬تماما‭ ‬بأن‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وفي‭ ‬مساعيها‭ ‬الحثيثة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حشد‭ ‬التأييد‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬نضال‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬والمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية،‭ ‬فإنها‭ ‬استهدفت‭ ‬أيضا‭ ‬جعل‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬العالمين‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬والعالم‭ ‬كله،‭ ‬على‭ ‬اطلاع‭ ‬بالنوايا‭ ‬العدوانية‭ ‬الشريرة‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬وضرورة‭ ‬التصدي‭ ‬له‭ ‬ومواجهته‭ ‬بمختلف‭ ‬الطرق‭ ‬والأساليب‭ ‬الممكنة،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬دعوتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشكيل‭ ‬جبهة‭ ‬عالمية‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬باعتباره‭ ‬بؤرة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬ومصدر‭ ‬الشر‭ ‬الذي‭ ‬يزعزع‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬إنما‭ ‬انطلق‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬البعد‭ ‬الدولي‭ ‬والعالمي‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الصراع‭ ‬والمواجهة‭ ‬ضد‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭.‬

المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬أثبتت‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬وبكل‭ ‬الطرق‭ ‬والأساليب‭ ‬الممكنة‭ ‬مصداقية‭ ‬ما‭ ‬دعت‭ ‬إليه‭ ‬بشأن‭ ‬عدوانية‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬والخطر‭ ‬والتهديد‭ ‬الذي‭ ‬يشكله‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬والذي‭ ‬يلفت‭ ‬النظر‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وكما‭ ‬دعت‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬إلى‭ ‬التصدي‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬ومواجهة‭ ‬شره‭ ‬وظلمه،‭ ‬فإنها‭ ‬دعت‭ ‬شعوب‭ ‬وبلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬دور‭ ‬ونفوذ‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬والتصدي‭ ‬له‭ ‬ولعملائه‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬والميليشيات‭ ‬العميلة‭ ‬التابعة‭ ‬له،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنها‭ ‬وكما‭ ‬كانت‭ ‬تقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬التحركات‭ ‬والنشاطات‭ ‬والفعاليات‭ ‬المعارضة‭ ‬للنظام‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬فإنها‭ ‬كانت‭ ‬تؤيد‭ ‬وتدعم‭ ‬وتقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬التحركات‭ ‬والفعاليات‭ ‬والانتفاضات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬ضد‭ ‬نفوذ‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وضد‭ ‬عملائه‭ ‬ومرتزقته‭ ‬المأجورين،‭ ‬ولعل‭ ‬الموقف‭ ‬والبعد‭ ‬الإنساني‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬ويدفع‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬لبذل‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬والمساعي‭ ‬المشبوهة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬فجوة‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬وبلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬وبين‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭. ‬“مجاهدين”‭.‬