ريشة في الهواء

قدسية العمل في فكر خليفة بن سلمان

| أحمد جمعة

قبل‭ ‬سنوات‭ ‬وبجلسة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭ ‬وحفظه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر‭ ‬وأعاده‭ ‬لبلده‭ ‬وأهله‭ ‬سالما‭ ‬غانمًا،‭ ‬سأل‭ ‬سموه‭ ‬أحد‭ ‬الكتاب‭: ‬لماذا‭ ‬توقفت‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬مؤخرًا؟‭ ‬وكان‭ ‬جواب‭ ‬الكاتب‭ ‬أنها‭ ‬ظروف‭ ‬خاصة‭ ‬بالعلاقة‭ ‬مع‭ ‬الجريدة،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬قال‭ ‬متأثرًا‭ ‬وبكل‭ ‬تشديد،‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الظروف‭ ‬والصعاب،‭ ‬أريدك‭ ‬أن‭ ‬تكتب‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬رأيك،‭ ‬ومن‭ ‬يومها‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬الكاتب‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬معتزًا‭ ‬ومعتدًا‭ ‬بتلك‭ ‬النصيحة‭ ‬الصادقة‭ ‬ذات‭ ‬المغزى،‭ ‬والتي‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬سموه‭ ‬للكتاب‭ ‬والصحافيين‭ ‬بكل‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭... ‬والمواقف،‭ ‬ويشاركني‭ ‬بهذا‭ ‬الشعور‭ ‬كل‭ ‬كاتب‭ ‬وصحافي‭ ‬بحريني‭ ‬التقى‭ ‬بالقائد‭ ‬الرمز‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬وأدرك‭ ‬مدى‭ ‬القدسية‭ ‬التي‭ ‬يوليها‭ ‬القائد‭ ‬ليس‭ ‬للصحافة‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬للعمل‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يطيق‭ ‬ولا‭ ‬يتحمل‭ ‬رؤية‭ ‬الإنسان‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬والعطاء‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬ورؤية‭ ‬سموه‭ ‬هذه‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الخبرة‭ ‬والتجربة‭ ‬والحنكة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بنى‭ ‬وأسس‭ ‬ووضع‭ ‬قواعد‭ ‬التنمية‭ ‬بالبحرين،‭ ‬والتي‭ ‬ندين‭ ‬لها‭ ‬اليوم‭ ‬بكل‭ ‬هذا‭ ‬الازدهار‭.‬

سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬والأسلوب‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬بدعم‭ ‬ومتابعة‭ ‬وحل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يصادف‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬إشكالات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المتابعة‭ ‬اليومية‭ ‬لكل‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والصحية‭ ‬والإسكانية‭ ‬وكل‭ ‬القطاعات‭ ‬والخدمات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بسير‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

رجل‭ ‬الدولة‭ ‬بأي‭ ‬بلد‭ ‬ناجح‭ ‬يكتسب‭ ‬مكانته‭ ‬ومحبته‭ ‬وهيبته‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬مما‭ ‬يقدمه‭ ‬لشعبه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتجسد‭ ‬بشخصية‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬وقته‭ ‬إلا‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يمنحه‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الصباح‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬النهار،‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬شاردة‭ ‬أو‭ ‬واردة‭ ‬بشؤون‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطنين‭ ‬إلا‭ ‬وتكون‭ ‬ضمن‭ ‬عناياته‭.‬

خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رسخ‭ ‬قواعد‭ ‬وأسس‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة،‭ ‬ووضع‭ ‬بذلك‭ ‬البحرين‭ ‬بطريق‭ ‬الإنجاز‭ ‬والتطور‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬وهو‭ ‬الأسلوب‭ ‬الذي‭ ‬تميز‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬المسؤولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديسه‭ ‬العمل‭ ‬والإنجاز‭. ‬إن‭ ‬أسلوب‭ ‬سموه‭ ‬بالعمل‭ ‬هو‭ ‬أسلوب‭ ‬المقتدر‭ ‬والحكيم‭ ‬والحازم‭ ‬عند‭ ‬الضرورة‭ ‬وهي‭ ‬جميعها‭ ‬صفات‭ ‬رجل‭ ‬الدولة‭ ‬العصري‭ ‬الذي‭ ‬تحتاجه‭ ‬الأمم‭ ‬اليوم‭. ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬بعمره‭ ‬ليس‭ ‬نموذجاً‭ ‬لرجل‭ ‬الدولة‭ ‬بالبحرين‭ ‬فحسب‭ ‬ولكنه‭ ‬رمز‭ ‬للقائد‭ ‬الذي‭ ‬تستمد‭ ‬الدولة‭ ‬هيبتها‭ ‬من‭ ‬هيبته،‭ ‬لهذا‭ ‬تظل‭ ‬البحرين‭ ‬تتطلع‭ ‬لسموه‭ ‬بكل‭ ‬مرحلة‭ ‬وبكل‭ ‬موقف‭ ‬وبكل‭ ‬وقت‭ ‬لعطائه‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينضب‭.‬

 

تنويرة‭:

‬عندما‭ ‬تحس‭ ‬بذاتك‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬صفاء‭ ‬الذات‭.‬