سوالف

رحم الله قائد العمل الإنساني وخالص العزاء لأهل الكويت الشقيقة

| أسامة الماجد

كانت‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حكمته‭ ‬وحنكته،‭ ‬وصدقه‭ ‬وعمله‭ ‬وجهاده‭ ‬ونبل‭ ‬معدنه‭ ‬الأصيل،‭ ‬لقد‭ ‬فقدنا‭ ‬قائدا‭ ‬كبيرا‭ ‬قدم‭ ‬تضحيات‭ ‬جسيمة‭ ‬لنصرة‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وحل‭ ‬النزاعات‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وكان‭ ‬همه‭ ‬الأول‭ ‬سعادة‭ ‬البشرية‭ ‬وإحلال‭ ‬السلام،‭ ‬نعم‭.. ‬فسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬“قائد‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني”‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬بذل‭ ‬جهودا‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمساعدات‭ ‬الدولية،‭ ‬فوق‭ ‬قدرة‭ ‬البشر،‭ ‬وهذا‭ ‬معروف‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬السياسة‭ ‬العالمية،‭ ‬فقد‭ ‬أنقذ‭ ‬أرواح‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والفقر‭ ‬والأوبئة،‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الحفل‭ ‬الذي‭ ‬أقامته‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬بمناسبة‭ ‬منحه‭ ‬لقب‭ ‬“قائد‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني”‭ ‬تقديرا‭ ‬لجهود‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وإسهاماته‭ ‬ودعمه‭ ‬المتواصل‭ ‬للعمليات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بالقول‭: ‬“إن‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكويت‭ ‬ومنذ‭ ‬استقلالها‭ ‬وانضمامها‭ ‬لهذه‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية،‭ ‬سنت‭ ‬لها‭ ‬نهجا‭ ‬ثابتا‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية،‭ ‬ارتكز‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لجميع‭ ‬البلدان‭ ‬المحتاجة،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المحددات‭ ‬الجغرافية‭ ‬والدينية،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬عقيدتها‭ ‬بأهمية‭ ‬الشراكة‭ ‬الدولية،‭ ‬وتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬وتفعيلها‭ ‬بهدف‭ ‬الإبقاء‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬لأجلها‭ ‬الحياة،‭ ‬وهي‭ ‬الروح‭ ‬البشرية”‭.‬

كانت‭ ‬أمنية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الكبرى‭ ‬–‭ ‬حسب‭ ‬عبدالله‭ ‬يعقوب‭ ‬بشارة‭ - ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التضامن‭ ‬العربي‭ ‬الجاد،‭ ‬إذ‭ ‬رأى‭ ‬فيه‭ ‬دوما‭ ‬السبيل‭ ‬الأمثل‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬العرب،‭ ‬كما‭ ‬آمن‭ ‬بأن‭ ‬إزالة‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لها‭ ‬الأولوية،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يهدأ‭ ‬له‭ ‬بال‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬تلك‭ ‬الأمنية،‭ ‬فقد‭ ‬ظل‭ ‬متنقلا‭ ‬بين‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭.‬

وتحسب‭ ‬لسموه‭ ‬أيضا‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الأساسية‭ ‬لإسهامات‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬وبناء‭ ‬قواعد‭ ‬الانطلاق‭ ‬المؤسسي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬وبناء‭ ‬الإنسان‭ ‬عبر‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬ونشرهما‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الداخلي‭ ‬أو‭ ‬الخارجي‭.‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬قائد‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬وخالص‭ ‬العزاء‭ ‬لأهل‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭.‬