زبدة القول

الحمد لله أنني في البحرين

| د. بثينة خليفة قاسم

عندما‭ ‬أتابع‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬حاليا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بجائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬عادت‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لتضرب‭ ‬العالم‭ ‬شرقه‭ ‬وغربه‭ ‬وحالة‭ ‬الارتباك‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬حكومات‭ ‬دول‭ ‬قوية‭ ‬ومتقدمة‭ ‬أشعر‭ ‬بالراحة‭ ‬والرضا‭ ‬أنني‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬والإمكانيات‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الكبيرة‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يحقق‭ ‬نجاحا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لهذا‭ ‬الوباء‭ ‬المرعب‭.‬

لكي‭ ‬نعرف‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬عليه‭ ‬وبين‭ ‬معاناة‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬الجامعات‭ ‬ومراكز‭ ‬البحوث‭ ‬وشركات‭ ‬الأدوية‭ ‬التي‭ ‬تفوق‭ ‬ميزانياتها‭ ‬ميزانيات‭ ‬دول‭ ‬بأكملها‭ ‬علينا‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬نتابع‭ ‬ليوم‭ ‬واحد‭ ‬ما‭ ‬تكتبه‭ ‬الصحف‭ ‬البريطانية‭ ‬من‭ ‬مقالات‭ ‬وتقارير‭ ‬حول‭ ‬الفترة‭ ‬العصيبة‭ ‬التي‭ ‬تنتظرها‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬حتى‭ ‬مارس‭ ‬القادم‭.‬

عشرات‭ ‬المقالات‭ ‬والتقارير‭ ‬تنتقد‭ ‬أداء‭ ‬الحكومة‭ ‬وترفض‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬لتفشي‭ ‬الوباء‭ ‬الذي‭ ‬يتوقع‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يصيب‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬مواطن‭ ‬خلال‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬مع‭ ‬وقوع‭ ‬مئتي‭ ‬وفاة‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬حسب‭ ‬التوقعات‭ ‬لشهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬القادم‭.‬

نحن‭ ‬في‭ ‬نعمة‭ ‬لا‭ ‬يقدرها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬يفقدها‭ ‬وهي‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬غيرنا‭ ‬أن‭ ‬يشتريها‭ ‬بمليارات‭.‬

بالأمس‭ ‬نشرت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬أجنبية‭ ‬صورا‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الخوف‭ ‬والهلع‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬يهرعون‭ ‬إلى‭ ‬المحلات‭ ‬ويقومون‭ ‬بكنس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬بضائع‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬ألا‭ ‬يجدوها‭ ‬غدا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬الخطيرة‭.‬

إن‭ ‬حياتنا‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الجميلة‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يجده‭ ‬غيرنا‭ ‬نتيجة‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬نتيجة‭ ‬الوباء،‭ ‬فحكومتنا‭ ‬لا‭ ‬تطلب‭ ‬منا‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬نهتم‭ ‬بأنفسنا‭ ‬وعوائلنا،‭ ‬لا‭ ‬تطلب‭ ‬منا‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬المسافة‭ ‬الآمنة‭ ‬من‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬وأن‭ ‬نتبع‭ ‬تعليمات‭ ‬النظافة‭ ‬التي‭ ‬تقينا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين‭ ‬وهذا‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬به‭ ‬كمواطنين‭.‬