إيران... قلب الحقائق رأسًا على عقب (2)

| عاتقة خورسند

يشير‭ ‬تقرير‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬الصادر‭ ‬بتاريخ‭ ‬1‭ ‬مايو‭ ‬2020،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭ ‬والقضائية‭ ‬الإيرانية‭ ‬عذَّبت‭ ‬المعتقلين‭ ‬خلال‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019،‭ ‬ضربًا‭ ‬بالخراطيم‭ ‬والأنابيب‭ ‬والعصي‭ ‬وكابلات‭ ‬الكهرباء،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الاعتداء‭ ‬عليهم‭ ‬جنسيًا‭.‬

وفي‭ ‬تقرير‭ ‬بعنوان‭ ‬“المولعون‭ ‬بسحق‭ ‬الإنسانية”،‭ ‬نشرت‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬تفاصيل‭ ‬الاعتقالات‭ ‬والإدانات‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019،‭ ‬وتفيد‭ ‬بأن‭ ‬السجناء‭ ‬تعرضوا‭ ‬للتعذيب‭ ‬الجسدي‭ ‬والجنسي‭ ‬بغية‭ ‬ترويعهم‭ ‬وإهانتهم‭ ‬وإجبارهم‭ ‬على‭ ‬الإدلاء‭ ‬باعترافات‭ ‬قسرية،‭ ‬ويشير‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الضحايا‭ ‬تعرضوا‭ ‬للضرب‭ ‬والإصابة‭ ‬باللكمات‭ ‬والركلات،‭ ‬والجلد‭ ‬بالسوط،‭ ‬وعلى‭ ‬رؤوسهم‭ ‬أكياس‭ ‬أو‭ ‬معصوبي‭ ‬العينين،‭ ‬وتم‭ ‬استخدام‭ ‬العصي‭ ‬والخراطيم‭ ‬المطاطية‭ ‬والهراوات‭ ‬والأسلاك‭ ‬لضرب‭ ‬المعتقلين‭.‬

كما‭ ‬أشارت‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬حرمان‭ ‬المعتقلين‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬والطعام‭ ‬الكافي،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تعليقهم‭ ‬أو‭ ‬إجبارهم‭ ‬على‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬أوضاع‭ ‬غير‭ ‬صحية‭ ‬مؤلمة‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬وحرمانهم‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭. ‬

ووصف‭ ‬تقرير‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬31‭ ‬يونيو‭ ‬2020،‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬إيران‭ ‬بأنها‭ ‬“قاسية‭ ‬وغير‭ ‬إنسانية”،‭ ‬وورد‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬منه‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬“تتسم‭ ‬السجون‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬بعدم‭ ‬توفير‭ ‬أجهزة‭ ‬تكييف‭ ‬الهواء‭ ‬المناسبة،‭ ‬وبالخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬القذرة‭ ‬وغير‭ ‬الكافية،‭ ‬ونقص‭ ‬المرافق‭ ‬والمنظفات‭ ‬اللازمة‭ ‬لغسل‭ ‬الأطباق‭ ‬وملابس‭ ‬السجناء‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬احتياجات‭ ‬النظافة‭ ‬الشخصية،‭ ‬وانخفاض‭ ‬ضغط‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬مواسير‭ ‬الحمام،‭ ‬وانتشار‭ ‬التلوث‭ ‬بالحشرات،‭ ‬ونقص‭ ‬مياه‭ ‬الشرب،‭ ‬والطعام‭ ‬الرديء،‭ ‬والنقص‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬ما‭ ‬يجبر‭ ‬السجناء‭ ‬على‭ ‬النوم‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬واستخدام‭ ‬مادة‭ ‬واتكس‭ ‬لتطهير‭ ‬الأسطح،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬سوء‭ ‬جودة‭ ‬الهواء‭ ‬وزيادة‭ ‬حالات‭ ‬السعال‭ ‬الحاد‭ ‬والإحساس‭ ‬بالألم‭ ‬وضيق‭ ‬القفص‭ ‬الصدري‭ ‬ونوبات‭ ‬الربو”‭.‬

ما‭ ‬تقدم‭ ‬مجرد‭ ‬جزء‭ ‬ضئيل‭ ‬من‭ ‬كثير،‭ ‬فالدعاية‭ ‬والشعوذة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إضفاء‭ ‬الطابع‭ ‬المؤسسي‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬الفاشي‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬تتستر‭ ‬على‭ ‬الحقائق‭ ‬ببساطة‭ ‬شديدة‭ ‬وتقلبها‭ ‬رأسًا‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬في‭ ‬وضح‭ ‬النهار‭ ‬أمام‭ ‬أعين‭ ‬80‭ ‬مليون‭ ‬إيراني‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الوثائق‭ ‬والشواهد‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكارها‭.‬

والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬من‭ ‬التشويه‭ ‬وتلفيق‭ ‬الأكاذيب‭ ‬وقلب‭ ‬الحقائق‭ ‬رأسًا‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬انتشار‭ ‬الإنترنت‭ ‬وثورة‭ ‬المعلومات‭ ‬الرقمية،‭ ‬لا‭ ‬تخدع‭ ‬سوى‭ ‬مفبركيها‭ ‬وناسجيها،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬تحديها‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الثانية‭ ‬ببحث‭ ‬بسيط‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكتروني‭. ‬“مجاهدين”‭.‬