مشاركة ريادية لـ “التربية” في وثيقة تطوير التعليم بالعالم العربي

| محمد الحلِّي

أولت‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬قطاعات‭ ‬التعليم‭ ‬المختلفة‭ ‬اهتماما‭ ‬خاصا،‭ ‬ووفرت‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬المساندة‭ ‬والدعم‭ ‬من‭ ‬طاقات‭ ‬مؤهلة‭ ‬وخبراء‭ ‬وكوادر‭ ‬نشطة‭ ‬ودعم‭ ‬مادي،‭ ‬وانعكس‭ ‬ذلك‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬التي‭ ‬سارت‭ ‬عليها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والخطط‭ ‬التطويرية‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالمخرجات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬عام،‭ ‬ما‭ ‬يحسب‭ ‬للقيادات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬“التربية”‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬ماجد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬النعيمي‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬رصدي‭ ‬ومتابعتي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬شؤون‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬“التربية”‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ترسيخ‭ ‬جميع‭ ‬أوجه‭ ‬التعاون‭ ‬البناء‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والوزارات‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا،‭ ‬وسأتناول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬“بعض”‭ ‬هذه‭ ‬الأوجه‭ ‬التي‭ ‬انعكست‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

فعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الداخلي‭ ‬كان‭ ‬التعاون‭ ‬جليا‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭  ‬ووزارات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬المختلفة،‭ ‬ومؤخرا‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬اتضح‭ ‬ذلك‭ ‬بتعاونها‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬تجهيز‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬كمراكز‭ ‬لفحص‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وما‭ ‬رافق‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬وتوفير‭ ‬للكوادر‭ ‬من‭ ‬الوزارتين،‭ ‬وشكل‭ ‬ذلك‭ ‬نموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخارجي‭ ‬فلا‭ ‬يمكننا‭ ‬حصر‭ ‬أوجه‭ ‬التعاون‭ ‬للتربية‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات،‭ ‬فمن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وحدها‭ ‬كان‭ ‬التعاون‭ ‬المثمر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جائزة‭ ‬“محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬لأفضل‭ ‬معلم‭ ‬خليجي”‭ ‬وجائزة‭ ‬“خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬التربوية”‭ ‬وجائزة‭ ‬“حمدان‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬للمعلم‭ ‬المتميز”‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬التربوي‭ ‬وترسيخ‭ ‬دورهم‭ ‬كأعضاء‭ ‬فاعلين‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬“التربية”‭ ‬بتنظيم‭ ‬مشاركة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الجوائز‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأعوام‭ ‬الفائتة‭ ‬وحث‭ ‬باقي‭ ‬المعلمين‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تبذل‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬مشاركتهم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجائحة‭.‬

إن‭ ‬الأوجه‭ ‬التي‭ ‬ذكرناها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬إلا‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬ومضات‭ ‬التعاون‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ومختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬والوزارات‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

 

نقطة‭ ‬أخيرة

يأتي‭ ‬اعتماد‭ ‬وثيقة‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬مؤخرا‭ ‬التي‭ ‬أعدها‭ ‬البرلمان‭ ‬العربي‭ ‬بهدف‭ ‬إقامة‭ ‬أنظمة‭ ‬تعليمية‭ ‬عربية‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية‭ ‬تستوعب‭ ‬متغيرات‭ ‬التعليم‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ومشاركة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬التعليم‭ ‬العرب‭ ‬كتتويج‭ ‬لجهود‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التعليمية‭ ‬المختلفة‭.‬