العمل التطوعي

| د. عبدالله الحواج

هي‭ ‬المدرسة،‭ ‬وهو‭ ‬المعلم،‭ ‬مجلس‭ ‬الرئيس،‭ ‬والأب‭ ‬الرئيس،‭ ‬النخب‭ ‬التي‭ ‬تتعلم‭ ‬الدروس،‭ ‬وتتقن‭ ‬الفهم‭ ‬في‭ ‬أمهات‭ ‬العلوم،‭ ‬وتعزف‭ ‬على‭ ‬الوتر‭ ‬الحساس‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬الموقف‭ ‬الحماسي‭ ‬منقطع‭ ‬النظير،‭ ‬والترتيب‭ ‬المجتمعي‭ ‬سابقًا‭ ‬لكل‭ ‬أوان‭.‬

نعم‭ ‬إنه‭ ‬مجلس‭ ‬الرئيس،‭ ‬وتوجيهات‭ ‬الرئيس،‭ ‬إنه‭ ‬العمل‭ ‬الخيري،‭ ‬والوفاء‭ ‬لصاحب‭ ‬الفضل،‭ ‬والتكاتف‭ ‬الإنساني،‭ ‬والمقام‭ ‬لصحاب‭ ‬المقام،‭ ‬والوداد‭ ‬الشمولي‭ ‬عندما‭ ‬تحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬الأحد‭ ‬بجائزة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬للعمل‭ ‬الخيري‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

لا‭ ‬مجال‭ ‬لإعادة‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬فطنة‭ ‬الحفيد‭ ‬عندما‭ ‬يتعلم‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬الجد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬شفاه‭ ‬الله‭ ‬وعافاه،‭ ‬التعاضد‭ ‬الإنساني،‭ ‬والتكافل‭ ‬المجتمعي،‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الوالد‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬قد‭ ‬نهل‭ ‬علومه‭ ‬في‭ ‬الإباء‭ ‬والعطاء‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬المجلس‭ ‬العتيد،‭ ‬حلقات‭ ‬متسلسلة‭ ‬لعمل‭ ‬امتد‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬الخلود‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء‭ ‬العربي‭ ‬الفسيح،‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬حيث‭ ‬التسامح‭ ‬والتكاتف‭ ‬والوفاء‭ ‬إلى‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬بطبيعتها‭ ‬الحاضنة‭ ‬للخصال‭ ‬الحميدة‭ ‬والصفات‭ ‬العتيدة‭ ‬وأعمال‭ ‬البر‭ ‬والتقوى‭ ‬ومساعدة‭ ‬المحتاج‭.‬

جمعيات‭ ‬خيرية‭ ‬عربية‭ ‬لا‭ ‬يشق‭ ‬لها‭ ‬غبار‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تعمير‭ ‬الأرض،‭ ‬وفي‭ ‬إسكان‭ ‬الملايين،‭ ‬وفي‭ ‬تعبيد‭ ‬التربة‭ ‬وتخصيب‭ ‬وتخزين‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬وما‭ ‬بينهما،‭ ‬وفي‭ ‬الدعم‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬والهمم‭ ‬والأرامل‭ ‬والأيتام‭ ‬ومختلف‭ ‬المحتاجين‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬الأرض‭ ‬العربية،‭ ‬ووديانها‭ ‬وجبالها،‭ ‬ومدنها‭ ‬وقراها‭ ‬وإنسانها‭ ‬الذي‭ ‬تأبى‭ ‬كرامته‭ ‬أن‭ ‬يمد‭ ‬اليد،‭ ‬فنمد‭ ‬له‭ ‬العون،‭ ‬وترفض‭ ‬عزته‭ ‬أن‭ ‬يسأل،‭ ‬فنطلب‭ ‬نحن‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يطلب،‭ ‬ثم‭ ‬نعود‭ ‬إليه‭ ‬كلما‭ ‬سنحت‭ ‬الظروف،‭ ‬واكتملت‭ ‬الدوائر،‭ ‬وتكاملت‭ ‬واتحدت‭ ‬الخُطى،‭ ‬فيذهب‭ ‬كل‭ ‬عطاء‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مستحق،‭ ‬وكل‭ ‬واجب‭ ‬وكل‭ ‬فرض‭ ‬عين،‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬عربي‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬الأرض‭ ‬العربية‭.‬

سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬يقدم‭ ‬اليوم‭ ‬جوائز‭ ‬عربية‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬التسامح،‭ ‬من‭ ‬وطن‭ ‬الأوفياء،‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الأتقياء‭ ‬والقادة‭ ‬النجباء،‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض،‭ ‬وغلة‭ ‬بعد‭ ‬حصاد،‭ ‬ويدًا‭ ‬في‭ ‬يد،‭ ‬وعناق‭ ‬ما‭ ‬بعده‭ ‬عناق‭.‬

إنه‭ ‬الخير‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الخير،‭ ‬إلى‭ ‬أهل‭ ‬الذمة‭ ‬والأحباب،‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬محتاج،‭ ‬وكل‭ ‬مريض،‭ ‬وكل‭ ‬مستور‭ ‬بكساء‭.‬

إنها‭ ‬روضتنا‭ ‬العربية‭ ‬الجميلة،‭ ‬وهو‭ ‬المجلس‭ ‬البحريني‭ ‬المهيب،‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬بنصائح‭ ‬لا‭ ‬تخطئها‭ ‬عين،‭ ‬ومواقف‭ ‬لا‭ ‬تضل‭ ‬طريقها‭ ‬نحو‭ ‬معوز،‭ ‬وأبناء‭ ‬وأحفاد‭ ‬يفهمون‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬الضاد‭ ‬بدرجة‭ ‬إنسان‭ ‬فوق‭ ‬العادة،‭ ‬ويدركون‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الإمكان‭ ‬وطن‭ ‬عربي‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬كان،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬نبذل‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وطن‭ ‬عربي‭ ‬أكثر‭ ‬جمالًا‭ ‬وإشراقًا،‭ ‬وشعب‭ ‬أبي‭ ‬أكثر‭ ‬قبولًا‭ ‬بالآخر‭ ‬واحترامًا‭ ‬له‭.‬

نداء‭ ‬ما‭ ‬بعده‭ ‬نداء،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬البحرين‭ ‬بقادتها‭ ‬ورجال‭ ‬خيرها‭ ‬وربابين‭ ‬دنياها‭ .. ‬تلبي‭ ‬النداء‭ ‬وتجزل‭ ‬العطاء،‭ ‬وتفي‭ ‬بالوعد‭.‬