من جديد

هن!

| د. سمر الأبيوكي

وصلنا‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠٢٠‬‭ ‬ومازال‭ ‬البعض‭ ‬يشكك‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬المرأة‭ ‬ويعتقد‭ ‬أنها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬معين‭ ‬وأن‭ ‬بقاءها‭ ‬مرتبط‭ ‬بوجود‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬حياتها،‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬يحكي‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭ ‬تماما،‭ ‬فالنساء‭ ‬الآن‭ ‬قادرات‭ ‬وباحترافية‭ ‬عالية‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مبتغاهن‭ ‬وتحقيق‭ ‬أحلامهن‭ ‬وسط‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يضعها‭ ‬البعض‭ ‬أمامهن،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬قادرة‭ ‬وحدها‭ ‬على‭ ‬تخطي‭ ‬كل‭ ‬الصعوبات‭ ‬والمحن‭ ‬إن‭ ‬هي‭ ‬قررت‭ ‬ذلك‭.‬

الإشكالية‭ ‬الملموسة‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬اعتقاد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬قوالب‭ ‬متشابهة،‭ ‬وهو‭ ‬اعتقاد‭ ‬مجحف‭ ‬لحق‭ ‬المرأة،‭ ‬فالنساء‭ ‬كالزهور‭ ‬وإن‭ ‬جمعتهن‭ ‬أوجه‭ ‬عدة‭ ‬للجمال‭ ‬فلكل‭ ‬زهرة‭ ‬لون‭ ‬ورائحة‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬غيرها،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬تصنيفهن‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬واحدة‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ظلما‭ ‬بينا‭ ‬يقع‭ ‬عليهن‭.‬

حتى‭ ‬المتذاكون‭ ‬الذين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنهم‭ ‬واسعوا‭ ‬المعرفة‭ ‬بالجنس‭ ‬الأنثوي‭ ‬قد‭ ‬تواجههم‭ ‬معضلة‭ ‬كبيرة‭ ‬عندما‭ ‬يجدون‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬الباقيات‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬جنسها،‭ ‬من‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الجمال‭ ‬والذكاء‭ ‬والدهاء‭ ‬والمعرفة،‭ ‬والأصعب‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عقلها‭ ‬يحاكي‭ ‬عقل‭ ‬الرجل‭ ‬أو‭ ‬يسبقه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬حينها‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬بدا‭ ‬من‭ ‬الهرب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬الغريبة‭ ‬في‭ ‬اعتقادهم،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يعملوا‭ ‬جاهدين‭ ‬على‭ ‬هز‭ ‬ثقتها‭ ‬بنفسها‭ ‬أو‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬للسيطرة‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬العلاقة‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬يعتقدون‭! ‬

قلة‭ ‬قليلة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تعترف‭ ‬بذكاء‭ ‬المرأة‭ ‬وجهدها‭ ‬ودأبها،‭ ‬وهي‭ ‬فئة‭ ‬واثقة‭ ‬بذاتها‭ ‬تعلم‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬شقائق‭ ‬الرجال،‭ ‬وأن‭ ‬البيوت‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬حكمة‭ ‬النساء،‭ ‬وأنه‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬امرأة‭ ‬وأفضى‭ ‬إلى‭ ‬أمرأة،‭ ‬فهي‭ ‬الأم‭ ‬والزوجة‭ ‬والأخت‭ ‬والبنت،‭ ‬هي‭ ‬النصف‭ ‬الآخر‭ ‬دون‭ ‬شك‭.‬

“هن‭ ‬الأساس‭ ‬دوما‭ ‬وما‭ ‬بعدهن‭ ‬تحصيل‭ ‬حاصل”‭.‬