ياسمينيات

“خدم ولا عرائس”!

| ياسمين خلف

قديماً‭ ‬قيل‭.. ‬مصائب‭ ‬قوم‭ ‬عند‭ ‬قوم‭ ‬فوائد،‭ ‬واليوم‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وما‭ ‬حملته‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬لأغلب‭ ‬قطاعات‭ ‬العمل،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبعض‭ ‬الآخر،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬الفترة‭ ‬الذهبية‭ ‬لبعض‭ ‬مكاتب‭ ‬استقدام‭ ‬الخدم‭ ‬ضمن‭ ‬العقود‭ ‬الشهرية،‭ ‬فخلال‭ ‬فترة‭ ‬إغلاق‭ ‬باب‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬لتوقف‭ ‬حركة‭ ‬الطيران‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬استغلت‭ ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬المكاتب‭ ‬الفرصة،‭ ‬وشرعت‭ ‬في‭ ‬استلال‭ ‬دنانير‭ ‬المواطنين‭ ‬دون‭ ‬رحمة،‭ ‬مستغلة‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬لهذه‭ ‬العمالة،‭ ‬فهناك‭ ‬مرضى‭ ‬وهناك‭ ‬كبار‭ ‬سن‭ ‬وهناك‭ ‬معاقون‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬لهم‭ ‬عنها،‭ ‬وهنا‭ ‬جاءت‭ ‬الفرصة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تفوتها‭ ‬أغلب‭ ‬تلك‭ ‬المكاتب‭. ‬

رفع‭ ‬أسعار‭ ‬استقدام‭ ‬العاملة‭ ‬كان‭ ‬المنجم‭ ‬الذي‭ ‬غرف‭ ‬منه‭ ‬أصحاب‭ ‬تلك‭ ‬المكاتب‭ ‬كنزاً‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الجائحة،‭ ‬ومن‭ ‬سينكر؟‭ ‬والخدم‭ ‬أنفسهن‭ ‬يعترفن‭ ‬بذلك،‭ ‬فهن‭ ‬الأخريات‭ ‬ضمن‭ ‬اللعبة،‭ ‬وسينوبهن‭ ‬ما‭ ‬ناب‭ ‬أصحاب‭ ‬تلك‭ ‬المكاتب،‭ ‬فكلفة‭ ‬استقدام‭ ‬العاملة‭ ‬الإندونيسية‭ ‬بعدما‭ ‬كانت‭ ‬1500‭ ‬دينار‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬1800‭ ‬دينار،‭ ‬والأثيوبية‭ ‬إلى‭ ‬1100‭ ‬دينار‭ ‬بعدما‭ ‬كانت‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬500‭ - ‬600‭ ‬دينار،‭ ‬والهندية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬بـ‭ ‬1200‭ ‬دينار‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬1500‭ ‬دينار،‭ ‬وربما‭ ‬كانت‭ ‬الكينية‭ ‬أقل‭ ‬حظاً‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬كلفتها‭ ‬600‭ ‬دينار‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬800‭ ‬دينار،‭ ‬بالله‭ ‬عليكم‭ ‬أهي‭ ‬خادمة‭ ‬أم‭ ‬عروس،‭ ‬فتلك‭ ‬مبالغ‭ ‬قريبة‭ ‬لأغلب‭ ‬مهور‭ ‬فتياتنا‭ ‬للأسف‭.‬

وتلك‭ ‬ليست‭ ‬نهاية‭ ‬الاستغلال،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬العاملة‭ ‬للمنزل،‭ ‬ومع‭ ‬انتهاء‭ ‬فترة‭ ‬الضمان‭ ‬تقرر‭ ‬الخادمة،‭ ‬أو‭ ‬تفتعل‭ ‬المشاكل‭ ‬للعودة‭ ‬للمكتب‭ ‬مجدداً،‭ ‬ليخسر‭ ‬الكفيل‭ ‬كلفة‭ ‬الاستقدام،‭ ‬لتعود‭ ‬الخادمة‭ ‬لكفيل‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬آخر‭ ‬وبنفس‭ ‬الكلفة‭ ‬بدون‭ ‬دينار‭ ‬واحد‭ ‬أقل‭! ‬ويعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬كلفة‭ ‬الخادمة‭ ‬الواحدة‭ ‬ستدر‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬المكتب‭ ‬مبلغا‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬ثمانية‭ ‬أضعاف‭! ‬ولكم‭ ‬الحسبة‭ ‬تبعاً‭ ‬لجنسية‭ ‬الخادمة‭.‬

الكويت‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬أصدرت‭ ‬قانوناً‭ ‬حددت‭ ‬فيه‭ ‬أسعار‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬منعاً‭ ‬للتلاعب،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬كلفتها‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬قدمت‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الكفيل‭ ‬عن‭ ‬1300‭ ‬دولار‭ (‬490‭ ‬دينارا‭ ‬بحرينيا‭)‬،‭ ‬ولا‭ ‬تتجاوز‭ ‬3300‭ ‬دولار‭ (‬1200‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭) ‬إن‭ ‬استقدمها‭ ‬المكتب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬عندنا‭.‬

 

ياسمينة‭:

‬آن‭ ‬أوان‭ ‬تشريع‭ ‬قانون‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭.‬