تمييز بين المعارضة الحقيقية للنظام الإيراني والمعارضة المزیفة من صنع الملالي (2)

| نظام مير محمدي

لدی‭ ‬وزارة‭ ‬مخابرات‭ ‬النظام‭ ‬باع‭ ‬طویل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬صناعة‭ ‬البديل‭ ‬المزیف‭ ‬حیث‭ ‬تعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مهماتها،‭ ‬لكن‭ ‬یكفینا‭ ‬طرح‭ ‬السؤال‭ ‬التالي‭ ‬علی‭ ‬الحركات‭ ‬المعارضة‭ ‬لتمييز‭ ‬المعارضة‭ ‬الحقيقية‭ ‬المطالبة‭ ‬بالإطاحة‭ ‬بالنظام‭ ‬عن‭ ‬المعارضة‭ ‬الزائفة‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬الوزارة،‭ ‬ومعرفة‭ ‬مدی‭ ‬صدقهما‭: ‬“من‭ ‬فضلك‭ ‬قل‭ ‬لي‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬رأيك‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬الإيرانية‭ ‬ونضالها‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬56‭ ‬عاماً‭ ‬ضد‭ ‬الشاه‭ ‬والشيخ؟”‭. ‬سيحدد‭ ‬نوع‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬إلی‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬ینتمي‭ ‬مدعو‭ ‬المعارضة،‭ ‬بمعنی‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬معارض‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬أم‭ ‬مؤید‭ ‬له‭ ‬متنكر‭ ‬بزي‭ ‬المعارضة‭.‬

وتُعد‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬والمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للمقاومة،‭ ‬المعارضة‭ ‬الرئيسية‭ ‬لنظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬شئنا‭ ‬أم‭ ‬أبينا،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬ادعاءهم،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الدعاية‭ ‬الحكومية‭ ‬للنظام‭ ‬رددت‭ ‬هذه‭ ‬الحقیقة‭ ‬بمختلف‭ ‬العبارات‭ ‬والأسالیب‭. ‬علی‭ ‬سبیل‭ ‬المثال،‭ ‬اعترف‭ ‬موقع‭ ‬“كلستانه”،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬التابعة‭ ‬للحكومة،‭ ‬علانية‭ ‬بأن‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬هم‭ ‬العدو‭ ‬الرئیسي‭ ‬للنظام،‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬بعنوان‭ ‬“اصطفاف‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬محرم”‭ ‬نشر‭ ‬بتاریخ‭ ‬16‭ ‬سبتمبر‭ ‬2018،‭ ‬وتم‭ ‬حذف‭ ‬المقال‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الموقع‭ ‬والمواقع‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬الموضوع،‭ ‬لكن‭ ‬عنوانه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬موجوداً‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬“خبر‭ ‬فارسي”‭ ‬التابع‭ ‬للنظام‭.‬

إن‭ ‬طريقة‭ ‬تنظیم‭ ‬وعمل‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬خميني‭ ‬والتيارات‭ ‬اليمينیة‭ ‬واليساریة‭ ‬الأخری‭ ‬خلال‭ ‬الثورة‭ ‬المناهضة‭ ‬للملكية،‭ ‬وكذلك‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬النضال‭ ‬السياسي‭ ‬للإفشاء،‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬دروس‭ ‬ونقاط‭ ‬مهمة،‭ ‬ولم‭ ‬يقدم‭ ‬مجاهدو‭ ‬خلق‭ ‬علی‭ ‬تخطئة‭ ‬أية‭ ‬قوة‭ ‬سياسية‭ ‬أبداً،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬خميني‭ ‬نفسه،‭ ‬أثناء‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالنظام‭ ‬الملكي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بالطبيعة‭ ‬الرجعية‭ ‬للملالي،‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬نضال‭ ‬الإفشاء‭ ‬والكشف‭ ‬أیضاً‭ ‬منعوا‭ ‬–‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ - ‬الحدوث‭ ‬المبكر‭ ‬للصراع‭ ‬ولم‭ ‬يحملوا‭ ‬السلاح‭ ‬حتى‭ ‬20‭ ‬يونيو‭ ‬1981،‭ ‬لأنهم‭ ‬يؤمنون‭ ‬إيماناً‭ ‬راسخاً‭ ‬بالفصل‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬والمعادين‭ ‬له‭.‬

إذا‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الاستبداد‭ ‬الديني‭ ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬النضال‭ ‬ضده،‭ ‬أن‭ ‬يسمي‭ ‬أفراد‭ ‬أو‭ ‬تيارات‭ ‬أنفسهم‭ ‬بـ‭ ‬“معارضة‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية”‭ ‬ثم‭ ‬یجنحون‭ ‬إلى‭ ‬عداوة‭ ‬هيستيرية‭ ‬مع‭ ‬المعارضة‭ ‬الرئيسية‭ ‬للجمهوریة‭ ‬الإسلامیة‭ ‬أي‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬الإيرانية‭ ‬والمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للمقاومة؟‭! ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬یتطابق‭ ‬أبداً‭ ‬مع‭ ‬القوانين‭ ‬الديالكتيكیة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬العرف‭ ‬والمنطق‭. ‬“مجاهدين”‭.‬