في العيد الوطني السعودي

| عبدعلي الغسرة

في‭ ‬الثالث‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تحتفل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬بعيدها‭ ‬الوطني‭ ‬المجيد،‭ ‬حيث‭ ‬توحدت‭ ‬جغرافيًا‭ ‬بموجب‭ ‬مرسوم‭ ‬ملكي‭ ‬في‭ ‬1932م‭ (‬توحيد‭ ‬الحجاز‭ ‬ونجد‭ ‬وملحقاتها‭)‬،‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬تشرفت‭ ‬بوجود‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭ ‬ومهبط‭ ‬الوحي‭ ‬ومبعث‭ ‬الرسالة‭ ‬ومسجد‭ ‬الرسول‭ ‬والقبلة‭ ‬التي‭ ‬يتجه‭ ‬إليها‭ ‬المسلمون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الصلاة‭.‬

لقد‭ ‬تفاعلت‭ ‬السعودية‭ ‬دائمًا‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬معنويًا‭ ‬وماديًا،‭ ‬وما‭ ‬حققته‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬منجزات‭ ‬جعل‭ ‬السعودي‭ ‬يرفع‭ ‬رأسه‭ ‬فخرًا‭ ‬وشموخًا‭ ‬بتلك‭ ‬المنجزات‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬بلاده‭ ‬واحة‭ ‬للأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬السعودي‭ ‬يومًا‭ ‬وطنيًا‭ ‬بحرينيًا‭ ‬وعربيًا‭ ‬وإسلاميًا،‭ ‬وذلك‭ ‬تقديرًا‭ ‬لمواقف‭ ‬السعودية‭ ‬وشعبها‭ ‬وقيادتها‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وشعوبها‭.‬

ويُمثل‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬السعودي‭ ‬مناسبة‭ ‬عزيزة‭ ‬للشعب‭ ‬البحريني‭ ‬لما‭ ‬يربط‭ ‬البحرين‭ ‬أرضًا‭ ‬وقيادةً‭ ‬وشعبًا‭ ‬بأرض‭ ‬وقيادة‭ ‬وشعب‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬صلات،‭ ‬وما‭ ‬يجمعهما‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬أخوية‭ ‬وقومية‭ ‬ودينية‭ ‬قوامها‭ ‬الأواصر‭ ‬المشتركة‭ ‬ووحدة‭ ‬الدم‭ ‬والمصير،‭ ‬فالسعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬وطن‭ ‬واحد‭ ‬وشعب‭ ‬واحد‭ ‬وقيادة‭ ‬واحدة،‭ ‬وجميعنا‭ ‬كالجسد‭ ‬الواحد‭ ‬والبنيان‭ ‬المرصوص‭. ‬

كسائر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬استطاعت‭ ‬السعودية‭ ‬التصدي‭ ‬للوباء‭ ‬الوافد‭ ‬بإجراءات‭ ‬وقائية‭ ‬صارمة‭ ‬تجنبًا‭ ‬للتأثر‭ ‬بتداعياته،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬1441هـ،‭ ‬فبتلك‭ ‬الأعداد‭ ‬القليلة‭ ‬أكدت‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬شرعي‭ ‬وهو‭ ‬ضرورة‭ ‬حفظ‭ ‬النفس‭ ‬الإنسانية،‭ ‬كما‭ ‬وقفت‭ ‬صامدة‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬استهدفها‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬وتحديات‭ ‬جعلتها‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬طريق‭ ‬التطوير‭ ‬وصياغة‭ ‬علاقات‭ ‬مجتمعية‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الانفتاح‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والإنساني‭.‬

خلال‭ ‬التسعين‭ ‬عامًا‭ ‬استطاعت‭ ‬السعودية‭ ‬أن‭ ‬توطد‭ ‬لها‭ ‬مكانة‭ ‬عالية‭ ‬خليجيًا‭ ‬وعربيًا‭ ‬ودوليًا‭ ‬في‭ ‬حراك‭ ‬سياسي‭ ‬واقتصادي‭ ‬لم‭ ‬يهدأ‭ ‬وظل‭ ‬مستمرًا،‭ ‬إن‭ ‬التحديات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬السعودية‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬استقرارها،‭ ‬وزادت‭ ‬جذورها‭ ‬صلابة‭ ‬وبنائها‭ ‬قوة،‭ ‬تحديات‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬منجزات‭ ‬حققت‭ ‬تطلعات‭ ‬أبنائها‭ ‬وأهداف‭ ‬قيادتها،‭ ‬فزادتها‭ ‬تصميمًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الرؤية‭ ‬2030م‭ ‬لتربط‭ ‬الماضي‭ ‬التليد‭ ‬بحاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬مجيد‭ ‬لأرضِ‭ ‬وشعبٍ‭ ‬وقيادة‭ ‬انصهروا‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬ملحمة‭ ‬مُظفرة‭ ‬وهي‭ ‬التنمية،‭ ‬تنمية‭ ‬الأرض‭ ‬والإنسان‭ ‬معًا،‭ ‬فعُمرت‭ ‬الأرض‭ ‬نماءً‭ ‬وازدهرت‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬رخاءَ‭.‬