تمييز بين المعارضة الحقيقية للنظام الإيراني والمعارضة المزیفة من صنع الملالي (1)

| نظام مير محمدي

حقاً‭ ‬كیف‭ ‬يمكن‭ ‬العثور‭ ‬علی‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬تيار‭ ‬سياسي‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬تغيير‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وإسقاطه،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬یعتبر‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬والمقاومة‭ ‬الإیرانیة،‭ ‬الذین‭ ‬قدموا‭ ‬90‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬شهداء‭ ‬طریق‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالنظام‭ ‬ومُثل‭ ‬الحریة‭ ‬في‭ ‬الأربعین‭ ‬عاماً‭ ‬الماضیة،‭ ‬عدواً‭ ‬رئيسياً‭ ‬لنفسه؟

إنه‭ ‬لأمرٌ‭ ‬مستحیل‭ ‬وغير‭ ‬علمي‭ ‬وغير‭ ‬منطقي‭ ‬أن‭ ‬يرغب‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬نظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬وإسقاطه،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يفضله‭ ‬على‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬والمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬وسيبقی‭ ‬علی‭ ‬حاله‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬هو‭ ‬بدون‭ ‬أدنى‭ ‬مبالغة،‭ ‬ذيل‭ ‬للنظام‭ ‬وتبع‭ ‬له‭.‬

في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬فإن‭ ‬ادعاء‭ ‬المعارضة‭ ‬المزیفة‭ ‬للنظام‭ ‬سيكون‭ ‬ناجعا‭ ‬للنظام‭ ‬فقط،‭ ‬لكي‭ ‬يستغلها‭ ‬ويزعم‭ ‬أن‭ ‬حركات‭ ‬المعارضة‭ ‬له‭ ‬متفرقة‭ ‬ومشتتة‭ ‬وتخوض‭ ‬حربا‭ ‬محتدمة‭ ‬ضد‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭.‬

وفي‭ ‬حال‭ ‬اعتبر‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬تیار‭ ‬سیاسي‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬عدوه‭ ‬اللدود‭ ‬ونقیضه‭ ‬الرئیسي‭ ‬یتمثل‭ ‬في‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬والمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬مرجحاً‭ ‬نظام‭ ‬ولایة‭ ‬الفقیه‭ ‬علیهم،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬یكون‭ ‬معارضاً‭ ‬أساساً،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مؤید‭ ‬للنظام‭ ‬نوعاً‭ ‬ما‭ ‬وقوته‭ ‬المعززة‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬وإلا‭ ‬كما‭ ‬ذكّرت‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يوليو‭ ‬2020‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬الأربعين‭ ‬لتأسیس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للمقاومة،‭ ‬أكرر‭ ‬من‭ ‬جدید‭: ‬نحن‭ ‬ندعم‭ ‬كل‭ ‬قوة‭ ‬جمهورية‭ ‬ملتزمة‭ ‬بالرفض‭ ‬الكامل‭ ‬لنظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه،‭ ‬وتناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقامة‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬ديمقراطي‭ ‬مستقل‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬فصل‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭. (‬مسعود‭ ‬رجوي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الرسالة‭ ‬رقم‭ ‬28‭). ‬إن‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬حكم‭ ‬الملالي‭ ‬الرجعي‭ ‬على‭ ‬جغرافية‭ ‬إيران‭ ‬هو‭ ‬إلقاء‭ ‬الشبهات‭ ‬في‭ ‬المناخ‭ ‬السياسي‭ ‬ومحاولة‭ ‬طمس‭ ‬الحدود‭ ‬الحمراء‭ ‬بين‭ ‬المقاومة‭ ‬والاستبداد‭... ‬وفي‭ ‬عهد‭ ‬خميني‭ ‬والیوم‭ ‬خامنئي،‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬نسخة‭ ‬حدیثة‭ ‬أكثر‭ ‬تكاملاً‭ ‬وتطوراً‭ ‬من‭ ‬إلقاء‭ ‬الشبهة‭ ‬في‭ ‬الحدود‭ ‬السياسية‭ ‬والآيديولوجية‭ ‬الحمراء،‭ ‬حیث‭ ‬إن‭ ‬المصطلحات‭ ‬السياسية‭ ‬نفسها‭ ‬لم‭ ‬تفلت‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬التحريف‭ ‬واللبس،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬القرآن‭ ‬والدين‭ ‬والنبي‭.‬

نأخذ‭ ‬مصطلح‭ ‬“المعارضة”‭ ‬كنموذج‭ ‬باعتباره‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المصطلحات‭ ‬السیاسیة‭ ‬التي‭ ‬تعرّض‭ ‬لحملة‭ ‬تحریف‭ ‬وتشویه‭ ‬شرسة‭. ‬

فقد‭ ‬حاول‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬المنبوذ،‭ ‬والذي‭ ‬يعرف‭ ‬جيداً‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬ولا‭ ‬مكانة‭ ‬له‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬إساءة‭ ‬استغلال‭ ‬الشعارات‭ ‬والمفاهيم‭ ‬الثورية‭ ‬التفكیكیة‭ ‬واستخدامها‭ ‬ضد‭ ‬المعارضة‭ ‬نفسها‭ ‬وتفریغها‭ ‬من‭ ‬معناها‭ ‬الأصلي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التنكر‭ ‬في‭ ‬زي‭ ‬المعارضة‭ ‬واستغلال‭ ‬استراتیجاتها‭ ‬ومفراداتها‭. ‬“مجاهدين”‭.‬