فجر جديد

لقاء وزير الخارجية... واستذكار مواقف الرجال

| إبراهيم النهام

يقف‭ ‬سعادة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني‭ ‬بثقة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬لحظات‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭.‬

‭ ‬يبتسم،‭ ‬يتأمل‭ ‬الحضور،‭ ‬ومن‭ ‬خلف‭ ‬الشاشات‭ ‬يتطلع‭ ‬إليه‭ ‬البحرينيون‭ ‬والعالم‭ ‬بفخر‭ ‬واعتزاز،‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬شرف‭ ‬البحرين‭ ‬بمواقع‭ ‬وظيفية‭ ‬عدة،‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬اليوم،‭ ‬رسالة‭ ‬سلام‭ ‬وتسامح‭ ‬ومحبة،‭ ‬تعكس‭ ‬قيم‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭. ‬

في‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬الأول،‭ ‬وفي‭ ‬ديوانية‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬اجتمع‭ ‬الوزير‭ ‬الزياني‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية،‭ ‬والذين‭ ‬تشرفت‭ ‬بأن‭ ‬أكون‭ ‬أحدهم‭.‬

‭ ‬تحدث‭ ‬بلغة‭ ‬مفعمة‭ ‬بالحس‭ ‬الوطني،‭ ‬عن‭ ‬استشراف‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للمستقبل،‭ ‬وعن‭ ‬أهداف‭ ‬اتفاقية‭ ‬تأييد‭ ‬السلام،‭ ‬وعن‭ ‬الثبات‭ ‬على‭ ‬عدالة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وعلى‭ ‬مشروعية‭ ‬مطالبها،‭ ‬كما‭ ‬أقرته‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية،‭ ‬ومبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ ‬العام‭ ‬2002‭.‬

قال‭ ‬أيضا‭ ‬بأن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬سلام‭ ‬وقيم‭ ‬أرسلها‭ ‬جلالة‭ ‬المفدى‭ ‬وشعب‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬العالم،‭ ‬وبأن‭ ‬“البحرين‭ ‬تتحدث”،‭ ‬وبأن‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬برمته،‭ ‬والذي‭ ‬يغرق‭ ‬بمآسي‭ ‬هدم‭ ‬الدول،‭ ‬وضياع‭ ‬الشباب،‭ ‬وفقدان‭ ‬الأمل،‭ ‬يتطلب‭ ‬النظر‭ ‬بواقعية‭ ‬إلى‭ ‬أهلنا‭ ‬وأشقائنا‭ ‬خارج‭ ‬الحدود‭ ‬الوطنية،‭ ‬وبأن‭ ‬المشهد‭ ‬العربي‭ ‬الجريح‭ ‬يستلزم‭ ‬خطوات‭ ‬جديدة،‭ ‬شجاعة،‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬شرعية‭ ‬المطالب‭ ‬التاريخية‭.‬

الوزير‭ ‬قال‭ ‬أيضا‭ ‬بأن‭ ‬اتفاقية‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬ليست‭ ‬رسالة‭ ‬تهديد‭ ‬لأحد،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬صحيح‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬ككاتب‭ ‬صحفي،‭ ‬فلكل‭ ‬دولة‭ ‬سياستها‭ ‬وسيادتها‭ ‬واستشرافها‭ ‬لمستقبل‭ ‬شعبها،‭ ‬وما‭ ‬يصب‭ ‬لصالحه‭ ‬ولصالح‭ ‬أحفاده،‭ ‬فمتغيرات‭ ‬الحدث‭ ‬اليوم‭ ‬وتسارعه،‭ ‬يستلزم‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬قرارات‭ ‬جريئة‭ ‬وشجاعة‭ ‬ومعلنة‭ ‬للعالم‭.‬

وبرأيي‭ ‬المتواضع‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬قد‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬وأظهرت‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ولبقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أنها‭ ‬دولة‭ ‬سلام‭ ‬،‭ ‬وتتطلع‭ ‬دوما‭ ‬في‭ ‬توطيد‭ ‬مرحلة‭ ‬مشتركة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬الجوانب،‭ ‬وعلى‭ ‬منح‭ ‬أشقائنا‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬حقوقهم‭ ‬المشروعة‭ ‬وفق‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬مداخلة‭ ‬صغيرة‭ ‬مع‭ ‬سعادة‭ ‬الوزير‭ ‬الزياني،‭ ‬أكدت‭ ‬له‭ ‬بمعية‭ ‬وجود‭ ‬الأستاذ‭ ‬يوسف‭ ‬البنخليل‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬الاتصال‭ ‬الوطني‭ ‬أهمية‭ ‬تأهيل‭ ‬وتدريب‭ ‬الإعلاميين‭ ‬الذين‭ ‬يخرجون‭ ‬في‭ ‬الفضائيات؛‭ ‬للتعامل‭ ‬بحرفية‭ ‬مع‭ ‬الإعلام‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وبقية‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬الأخرى،‭ ‬برؤية‭ ‬موحدة‭ ‬تعكس‭ ‬السياسات‭ ‬العليا‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭. ‬ودمتم‭ ‬بخير‭.‬