نجاح الاستثمار المالي في البحرين

| د. عبدالقادر ورسمه

في‭ ‬مشاركة‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬مع‭ ‬محطة‭ ‬تلفزيون‭ (‬سي‭ ‬ان‭ ‬بي‭ ‬سي‭) ‬طلبوا‭ ‬مني‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬توجهات‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ومدى‭ ‬تشجيع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬للمستثمرين‭ ‬المحليين‭ ‬والخارجيين‭. ‬أشرت‭ ‬إلى‭ ‬نافذة‭ ‬الاستثمار‭ ‬المالي‭ ‬وخاصة‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسندات‭ ‬والصكوك‭. ‬وهذا‭ ‬المجال‭ ‬نشط‭ ‬في‭ ‬البورصة،‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬طرح‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬للسندات‭ ‬الحكومية‭ ‬وسندات‭ ‬الخزانة‭ ‬وللصكوك‭ ‬الاسلامية‭ ‬طويلة‭ ‬وقصيرة‭ ‬الأجل‭ ‬بفائدة‭ ‬أقلها‭ ‬4‭.‬5‭ %.‬‭ ‬وطبعا،‭ ‬البحرين‭ ‬تمارس‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والتقليدية‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب،‭ ‬ولهذا‭ ‬نجد‭ ‬الاستثمار‭ ‬متوفر‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الصكوك‭ ‬الاسلامية‭ ‬وسندات‭ ‬الدين‭ ‬التقليدي‭ (‬بوندز‭). ‬وللعلم،‭ ‬فإن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الصكوك‭ ‬يعني‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أصول‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تطرح‭ ‬الصكوك‭ ‬ويكون‭ ‬المستثمر‭ ‬شريكًا‭ ‬في‭ ‬الأصول‭ ‬وله‭ ‬ما‭ ‬لها‭ ‬وعليه‭ ‬ما‭ ‬عليها،‭ ‬وهذا‭ ‬وفقا‭ ‬لمبادئ‭ ‬الصيرفة‭ ‬الاسلامية‭. ‬أما‭ ‬السندات،‭ ‬فهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬“دين”‭ ‬مالي‭ ‬يأخذه‭ ‬مصدر‭ ‬السند‭ ‬وبعد‭ ‬الفترة‭ ‬يتم‭ ‬تسييل‭ ‬السند‭ ‬وإعادة‭ ‬مبلغ‭ ‬الدين‭ ‬إضافة‭ ‬للفائدة،‭ ‬وهذا‭ ‬ينطبق‭ ‬عليه‭ ‬نظام‭ ‬الصيرفة‭ ‬التقليدية‭ ‬غير‭ ‬الإسلامية‭. ‬وكما‭ ‬ذكرنا،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬التنوع‭ ‬يتيح‭ ‬مزيجًا‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬للمستثمرين‭ ‬والكل‭ ‬يجد‭ ‬ضالته‭ ‬ويستثمر‭ ‬وفق‭ ‬هواه‭.‬

بسبب‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬البترول،‭ ‬وما‭ ‬نجم‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬سوء‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬أصبحت‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬العالم،‭ ‬إلى‭ ‬انتهاج‭ ‬سياسات‭ ‬سريعة‭ ‬لسد‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬الموازنة‭ ‬وإعادة‭ ‬التوازن‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬بسبب‭ ‬خلخلة‭ ‬الاقتصاد‭. ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬الخطوات‭ ‬الجريئة،‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬قروض‭ ‬مالية‭ ‬لتغطية‭ ‬العجز‭. ‬وهذه‭ ‬القروض‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أو‭ ‬مؤسسات‭ ‬خارجية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬داخلية‭ ‬ذاتية‭. ‬وطرح‭ ‬الصكوك‭ ‬والسندات‭ ‬يمثل‭ ‬“اقتراض‭ ‬داخلي”‭ ‬تقوم‭ ‬الدولة‭ ‬بموجبه‭ ‬بالطرح‭ ‬عبر‭ ‬البورصة‭ ‬ويقوم‭ ‬المستثمرون‭ ‬بالشراء،‭ ‬وفي‭ ‬آخر‭ ‬المطاف‭ ‬تعاد‭ ‬لهم‭ ‬أموالهم‭ ‬إضافة‭  ‬لبونص‭ ‬الفوائد‭. ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬فإن‭ ‬الاقتراض‭ ‬الداخلي‭ ‬له‭ ‬عدة‭ ‬فوائد‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬تحريك‭ ‬السوق‭ ‬الداخلي‭ ‬وكذلك‭ ‬هو‭ ‬يدعم‭ ‬نشاط‭ ‬الشركات‭ ‬المحلية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المستثمرين‭ ‬الأفراد‭. ‬

وبورصة‭ ‬البحرين،‭ ‬تتبع‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬والممارسات‭ ‬المهنية‭ ‬السائدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬لحماية‭ ‬المستثمرين‭. ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬عمل‭ ‬البورصات،‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬كل‭ ‬الأنظمة‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬كامل‭ ‬الحماية‭ ‬للمستثمر‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬أم‭ ‬قادما‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬المعلومات‭ ‬والبيانات‭ ‬المطلوبة‭ ‬عن‭ ‬الصكوك‭ ‬والسندات‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬البورصة‭ ‬متوفرة‭ ‬وفق‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬الشفافية‭ ‬والافصاح‭. ‬وكل‭ ‬هذا،‭ ‬يجعل‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأوراق‭ ‬المالية‭ ‬استثمارا‭ ‬آمنا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المضاربات‭ ‬والمعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬ودون‭ ‬تأثير‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬داخلي‭ (‬انسايدر‭) ‬مهما‭ ‬كان،‭ ‬وهذه‭ ‬الضمانات‭ ‬تضع‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مكانة‭ ‬متساوية‭ ‬كأسنان‭ ‬المشط،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬الإمكان‭ ‬أحسن‭ ‬مما‭ ‬كان‭. ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مضمونة‭ ‬وآمنة‭ ‬والدليل‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬والمتواصل‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬كل‭ ‬إصدارات‭ ‬الصكوك‭ ‬والسندات‭ ‬المطروحة‭. ‬والبيان‭ ‬بالعمل‭ ‬خير‭ ‬دليل‭.‬