سوالف

رسالة سلام من ملك وشعب

| أسامة الماجد

الحديث‭ ‬الذي‭ ‬دار‭ ‬بيننا‭ ‬ككتاب‭ ‬رأي‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية،‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬الوزارة‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬الأول،‭ ‬كان‭ ‬عميقا‭ ‬جدا‭ ‬وحمل‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ،‭ ‬ويلبي‭ ‬طموحات‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬المعروفين‭ ‬بالاحترام‭ ‬والتسامح‭ ‬والصدق‭ ‬والسلام‭ ‬والتآزر،‭ ‬وحقيقة‭ ‬استوقفتني‭ ‬عبارة‭ ‬قالها‭ ‬معاليه‭ ‬حملت‭ ‬دلائل‭ ‬مرشدة‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬السلام‭ ‬وكانت‭ ‬نبراسا‭ ‬ومنهجا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬يعكس‭ ‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والمحبة‭ ‬المتأصلة‭ ‬في‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬“البحرين‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬صغرها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬كبيرة‭ ‬بقيمها‭ ‬وشعبها‭ ‬الأصيل،‭ ‬وإيمانه‭ ‬العميق‭ ‬بالتعايش‭ ‬والسلام‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭.. ‬إنها‭ ‬رسالة‭ ‬سلام‭ ‬من‭ ‬ملك‭ ‬وشعب”‭.‬

لقد‭ ‬عرفت‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬الطويل‭ ‬والممتد‭ ‬في‭ ‬جذور‭ ‬الزمن،‭ ‬أنها‭ ‬مركز‭ ‬التواصل‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والحضارات،‭ ‬وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬ناصعة‭ ‬تلمع‭ ‬على‭ ‬جبين‭ ‬التاريخ،‭ ‬بلد‭ ‬يزرع‭ ‬الورد‭ ‬ويقدس‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬وهذا‭ ‬نهج‭ ‬ثابت‭ ‬وأصيل‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬البحرينية‭ ‬والهوية‭ ‬المتأصلة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وشخصية‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬نفسه‭. ‬

إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬تطرح‭ ‬فكرا‭ ‬إنسانيا‭ ‬راقيا‭ ‬بثقة‭ ‬وكفاءة‭ ‬بصيغة‭ ‬الأخذ‭ ‬والعطاء‭ ‬من‭ ‬موقعها‭ ‬الحصين‭ ‬المحصن‭ ‬بخصوصيتها‭ ‬وهويتها‭ ‬وسيادتها،‭ ‬ولها‭ ‬نظرية‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬المشاكل‭ ‬والقضايا،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬نالت‭ ‬التقدير‭ ‬الدولي‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬مفهوم‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬إعلان‭ ‬توقيع‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬واشطن‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬يوما‭ ‬تاريخيا‭ ‬لبناء‭ ‬طريق‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وطبع‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬البشرية‭ ‬وحفر‭ ‬على‭ ‬أجفانها‭.‬

“الأمن‭ ‬والازدهار‭ ‬أمران‭ ‬لا‭ ‬ينفصلان”‭.. ‬جملة‭ ‬أخرى‭ ‬قالها‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬وفيها‭ ‬تأكيد‭ ‬واضح‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬بأن‭ ‬المقومات‭ ‬الأساسية‭ ‬لنجاح‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬كان‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬جانبين‭ ‬هما‭... ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬فبدون‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لن‭ ‬تنجح‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬اقتصادها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬ولن‭ ‬تستطيع‭ ‬تأدية‭ ‬التزاماتها‭ ‬ورسم‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬وتأمين‭ ‬أوضاعها،‭ ‬وهنا‭ ‬تلعب‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬دورا‭ ‬فاعلا‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الأرضية‭ ‬الصحيحة‭ ‬لبناء‭ ‬الأجيال‭ ‬ورقي‭ ‬الأوطان‭ ‬والشعوب‭.‬

لقد‭ ‬ولى‭ ‬زمن‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات،‭ ‬وجاء‭ ‬زمن‭ ‬التفكير‭ ‬بصيغة‭ ‬الصفحة‭ ‬الواحدة‭ ‬وهي‭ ‬صفحة‭ ‬السلام،‭ ‬فقوانين‭ ‬الحياة‭ ‬تؤكد‭ ‬لنا‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يحقق‭ ‬الرخاء‭ ‬للشعوب‭.‬