ما وراء الحقيقة

سارقو التاريخ... سرقة الأزهر

| د. طارق آل شيخان الشمري

لم‭ ‬تشهد‭ ‬البشرية‭ ‬أناسا‭ ‬سرقوا‭ ‬التاريخ‭ ‬وجبلوا‭ ‬على‭ ‬سرقة‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ونسبه‭ ‬لأنفسهم‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬العثمانيون‭ ‬بسرقاتهم‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ،‭ ‬لكن‭ ‬لن‭ ‬نسكت‭ ‬أبدا‭ ‬على‭ ‬سرقاتهم،‭ ‬وسنكشف‭ ‬حقيقة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬السارقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬أصل‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬فصل‭ ‬ولا‭ ‬تاريخ‭ ‬مشرف‭ ‬لا‭ ‬للإسلام‭ ‬ولا‭ ‬للإنسانية‭. ‬وبعد‭ ‬الاحتلال‭ ‬العثماني‭ ‬القذر‭ ‬لأراضي‭ ‬الامبراطورية‭ ‬العربية‭ ‬وتدنيس‭ ‬ترابها‭ ‬الطاهر‭ ‬عام‭ ‬1517،‭ ‬حاول‭ ‬العثمانيون‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المنارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬العربية‭ ‬“الأزهر‭ ‬الشريف”،‭ ‬فامتلاك‭ ‬العثمانيين‭ ‬للأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬يعني‭ ‬امتلاك‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالدين‭ ‬من‭ ‬فقه‭ ‬وفتاوى‭ ‬وعلوم‭ ‬شرعية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الفتاوى‭ ‬والفقه‭ ‬والعلوم‭ ‬والدراسات‭ ‬والفكر‭ ‬الشرعي‭ ‬الإسلامي‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬العثمانيين‭ ‬وصعاليكهم،‭ ‬وسيستخدم‭ ‬الدين‭ ‬بالتالي‭ ‬لمصالح‭ ‬هذا‭ ‬الخليط‭ ‬الشعوبي‭ ‬والتطبيل‭ ‬لسلاطينهم‭ ‬الصعاليك‭ ‬وتسويق‭ ‬مآربهم‭ ‬العرقية‭ ‬والسياسية‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬الأراضي‭ ‬ونهبها‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬الفتح‭ ‬الإسلامي‭ ‬ونشر‭ ‬الدين‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬محاولات‭ ‬العثمانيين‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬سواء‭ ‬بالترغيب‭ ‬أو‭ ‬الترهيب،‭ ‬وسواء‭ ‬بطريق‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭.. ‬باءت‭ ‬كلها‭ ‬بالفشل‭ ‬والخزي‭ ‬والعار،‭ ‬نظرا‭ ‬لوقوف‭ ‬علماء‭ ‬الأزهر‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬أبيهم‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات،‭ ‬فقد‭ ‬كانوا‭ ‬يعلمون‭ ‬عن‭ ‬النية‭ ‬القذرة‭ ‬للعثمانيين‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬واستماتتهم‭ ‬لتسخير‭ ‬الأزهر‭ ‬لخدمة‭ ‬سياساتهم‭ ‬ومصالحهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬خسر‭ ‬العثمانيون‭ ‬الغطاء‭ ‬الديني‭ ‬الإسلامي‭ ‬لكل‭ ‬مخططاتهم‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬ينوون‭ ‬تحقيقها‭. ‬والمضحك‭ ‬بالأمر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬العثمانيين‭ ‬فشلوا‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬ولو‭ ‬عالم‭ ‬عثماني‭ ‬واحد‭ ‬يشار‭ ‬له‭ ‬بالبنان‭ ‬والعلم‭ ‬الشرعي‭ ‬ويكون‭ ‬مرجعا‭ ‬إسلاميا‭ ‬ينافسون‭ ‬فيه‭ ‬منصب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقدوا‭ ‬الأمل‭ ‬بالسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأزهر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬أبدا‭ ‬ومطلقا‭ ‬أن‭ ‬يصنعوا‭ ‬فقيها‭ ‬يقومون‭ ‬بتسويقه‭ ‬للعالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬لأنهم‭ ‬شعب‭ ‬جبل‭ ‬وتربى‭ ‬على‭ ‬السرقات‭. ‬

لقد‭ ‬سرقوا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يواجههم‭ ‬أثناء‭ ‬احتلالهم‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية،‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬سرقوا‭ ‬الحجر‭ ‬الأسود‭ ‬من‭ ‬مكة،‭ ‬فكيف‭ ‬لا‭ ‬يحاولون‭ ‬سرقة‭ ‬الأزهر‭ ‬وتجييره‭ ‬لصالحهم؟‭ ‬لكنهم‭ ‬فشلوا‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬فقيه‭ ‬عثماني‭ ‬واحد‭ ‬لدولة‭ ‬يقولون‭ ‬إنها‭ ‬دولة‭ ‬الخلافة‭. ‬وللسرقات‭ ‬بقية‭.‬