كلكم راع

| زهير توفيقي

كما‭ ‬ذكرت‭ ‬سابقًا،‭ ‬أنا‭ ‬أتجنب‭ ‬إقحام‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬وما‭ ‬أدراك‭ ‬ما‭ ‬السياسة،‭ ‬ومن‭ ‬يود‭ ‬أن‭ ‬يخوض‭ ‬أو‭ ‬يغوص‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البحر،‭ ‬عليه‭ ‬تحمل‭ ‬تبعاته‭.‬

لقد‭ ‬تابع‭ ‬العالم‭ ‬الحدث‭ ‬الأهم‭ ‬وهو‭ ‬حفل‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬ودولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أنني‭ ‬لاحظت‭ ‬وتابعت‭ ‬وجهات‭ ‬النظر،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬هو‭ ‬احترامنا‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬والسيادي‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬الدولة‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬والذي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬موضع‭ ‬تقدير،‭ ‬فالعالم‭ ‬يمر‭ ‬بمستجدات‭ ‬ومنعطفات‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬و”الله‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬عون‭ ‬قيادتنا”،‭ ‬إذ‭ ‬كما‭ ‬ترون‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬غير‭ ‬مستقرة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬أين‭ ‬تكمن‭ ‬مصلحتها‭ ‬ومصلحة‭ ‬أمتها،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬ينكر‭ ‬موقف‭ ‬المملكة‭ ‬المؤيد‭ ‬والمناصر‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والكل‭ ‬يعلم‭ ‬كم‭ ‬عملت‭ ‬وضحت‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬شعبها‭. ‬

عن‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عمر‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭ ‬عن‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬قال‭: (‬أَلَا‭ ‬كُلُّكُمْ‭ ‬رَاعٍ،‭ ‬وَكُلُّكُمْ‭ ‬مَسْؤولٌ‭ ‬عَنْ‭ ‬رَعِيَّتِهِ،‭ ‬فَالْأَمِيرُ‭ ‬الَّذِي‭ ‬عَلَى‭ ‬النَّاسِ‭ ‬رَاعٍ،‭ ‬وَهُوَ‭ ‬مَسْؤولٌ‭ ‬عَنْ‭ ‬رَعِيَّتِهِ‭)... ‬فمسؤولية‭ ‬الأمير‭ ‬التي‭ ‬ذكرها‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬في‭ ‬قوله‭ (‬فَالْأَمِيرُ‭ ‬الَّذِي‭ ‬عَلَى‭ ‬النَّاسِ‭ ‬رَاعٍ،‭ ‬وَهُوَ‭ ‬مَسْؤولٌ‭ ‬عَنْ‭ ‬رَعِيَّتِهِ‭) ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الأمير‭ ‬أو‭ ‬الحاكم‭ ‬أو‭ ‬الإمام‭ ‬مسؤولا‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬تحت‭ ‬ولايته،‭ ‬ويتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬بإقامة‭ ‬العدل‭ ‬فيهم‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬مصالحهم‭... ‬ونحن‭ ‬نؤكد‭ ‬هنا‭ ‬بأن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬هو‭ ‬أشد‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬مصلحتنا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬آخر،‭ ‬وثقتنا‭ ‬كبيرة‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬الجريئة‭ ‬ستجني‭ ‬ثمارها‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والبيئية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬والسياحية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬وغيرها‭.‬

إن‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬لجلالته‭ ‬ستظل‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬حيث‭ ‬عقـد‭ ‬جلالته‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬المساهمة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬الطويل‭ ‬والمعقد‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬للمملكة،‭ ‬حاملاً‭ ‬جلالته‭ ‬رسالة‭ ‬سامية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وبناء‭ ‬علاقات‭ ‬متوازنة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬ومكافحة‭ ‬الكراهية‭ ‬والتمييز‭ ‬وإغلاق‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬الإرهابية‭ ‬الكارهة‭ ‬للسـلام‭ ‬والأمن‭ ‬لوطننا‭ ‬الغالي‭.‬

سائلين‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يحفظ‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ويوفقه‭ ‬ويرعاه‭ ‬ويسدد‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الخير‭ ‬خطاه‭ ‬لمواصلة‭ ‬قيادة‭ ‬مســـيرتنا‭ ‬المباركة‭ ‬لتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬والإنجازات‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬وتقدم‭ ‬وأمن‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭.‬