رؤيا مغايرة

للدول اعتبارات تتخطى اجتهادات الأفراد

| فاتن حمزة

شهد‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬بواشنطن‭ ‬اتفاقيات‭ ‬سلام‭ ‬جديدة‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬توقيع‭ ‬ثلاث‭ ‬معاهدات‭ ‬سلام‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأربعة‭ ‬الماضية‭.‬

وبموجب‭ ‬الاتفاق‭ ‬فإن‭ ‬الإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬ستقيمان‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬وتجارية‭ ‬واقتصادية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وسيعزز‭ ‬الاتفاقان‭ ‬تحالفا‭ ‬ضد‭ ‬التهديدات‭ ‬الإيرانية‭ ‬والمطامع‭ ‬التركية‭.‬

دائماً‭ ‬هناك‭ ‬ثوابت‭ ‬ومتغيرات،‭ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬يلتبس‭ ‬على‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬الظن‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تغييره‭ ‬هو‭ ‬الثابت‭ ‬وليس‭ ‬المتغير‭. ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬أمر‭ ‬واقع،‭ ‬ولا‭ ‬مناص‭ ‬من‭ ‬إنكاره،‭ ‬ويجب‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬كشأن‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬رأينا‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬

وكما‭ ‬قال‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭: ‬“إن‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حماية‭ ‬مصالح‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العليا‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬أمن‭ ‬البحرينيين‭ ‬وثبات‭ ‬اقتصادهم،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬تخليا‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬فلسطين‭ ‬قضيتنا‭ ‬العربية،‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬قضيتنا‭ ‬المصيرية”‭.‬

للدول‭ ‬اعتبارات‭ ‬وحاجات‭ ‬تتخطى‭ ‬اجتهادات‭ ‬الأفراد،‭ ‬ويجب‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة،‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬التهويل‭ ‬من‭ ‬الأمر‭.‬