ياسمينيات

عصابات تهريب الخدم

| ياسمين خلف

كم‭ ‬عدد‭ ‬عاملات‭ ‬المنازل‭ ‬الهاربات‭ ‬من‭ ‬بيوت‭ ‬كفلائهن؟‭ ‬وما‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تدفعهن‭ ‬للهرب؟‭ ‬وكم‭ ‬المدة‭ ‬التي‭ ‬قضينها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬البيوت؟‭ ‬ومن‭ ‬الجاني،‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا؟‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتناسل‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬هروب‭ ‬الخدم،‭ ‬والتي‭ ‬للأسف‭ ‬رغم‭ ‬قدمها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يوجد‭ ‬لها‭ ‬حل‭ ‬جذري‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وما‭ ‬نجده‭ ‬هو‭ ‬قانون‭ ‬وراء‭ ‬الآخر‭ ‬يحمي‭ ‬الخدم‭ ‬ويظلم‭ ‬الكفلاء‭!‬

تقول‭ ‬أكاديمية‭ ‬كانت‭ ‬ضحية‭ ‬هروب‭ ‬خادمتها،‭ ‬إن‭ ‬العاملة‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬وصلت‭ ‬المنزل‭ ‬حتى‭ ‬سألت‭ ‬عن‭ ‬“باسورد‭ ‬الواي‭ ‬فاي”‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬ولأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬متوافراً،‭ ‬طلبت‭ ‬العاملة‭ ‬شريحة‭ ‬للهاتف‭ ‬مزودة‭ ‬بخدمة‭ ‬للإنترنت،‭ ‬ووفرتها‭ ‬كفيلتها‭ ‬لها‭ ‬كحق‭ ‬إنساني‭ ‬في‭ ‬زمننا‭ ‬هذا،‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬الخادمة‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬الإنترنت‭ ‬هربت‭! ‬وكأنها‭ ‬متآمرة‭ ‬مع‭ ‬أحدهم‭ ‬لإرسال‭ ‬موقع‭ ‬المنزل‭ ‬لتفر‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬ترجع‭ ‬لها‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭.‬

ولحاجة‭ ‬هذه‭ ‬الأكاديمية‭ ‬لعاملة‭ ‬منزل،‭ ‬تواصلت‭ ‬مع‭ ‬مكتب‭ ‬يوفرها‭ ‬بالنظام‭ ‬الشهري،‭ ‬وبأجر‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬العاملات‭ ‬المقيمات‭ ‬في‭ ‬المنازل،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬قبلت‭ ‬ورضخت‭! ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬طالبت‭ ‬بنسخة‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬الخادمة،‭ ‬رفض‭ ‬المكتب‭! ‬أليس‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬علامة‭ ‬استفهام؟

الكفيل‭ ‬اليوم‭ ‬أصبح‭ ‬بمثابة‭ ‬جسر،‭ ‬يستخدمه‭ ‬سماسرة‭ ‬تهريب‭ ‬الخدم،‭ ‬فيغروا‭ ‬عاملات‭ ‬المنازل‭ ‬برواتب‭ ‬أعلى‭ ‬لو‭ ‬هربن‭ ‬من‭ ‬البيوت‭ ‬وعملن‭ ‬تحت‭ ‬مظلتهم،‭ ‬سواءً‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬المنازل،‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬كخدم‭ ‬بنظام‭ ‬الساعات،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬ببيع‭ ‬أجسادهن،‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬الدنانير‭ ‬الأكثر‭ ‬ستغريهن‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬وسيهربن‭ ‬من‭ ‬بيوت‭ ‬وفرت‭ ‬لهن‭ ‬الأمن‭ ‬والعيشة‭ ‬الكريمة‭.‬

جرائم‭ ‬الخدم‭ ‬من‭ ‬هروب،‭ ‬وسرقة،‭ ‬وشعوذة،‭ ‬واعتداءات‭ ‬جسدية‭ ‬على‭ ‬مخدوميهن،‭ ‬وأعظمها‭ ‬ارتكابهن‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لها،‭ ‬بقوانين‭ ‬رادعة‭ ‬فعلياً،‭ ‬تحفظ‭ ‬المخدومين‭ ‬الذين‭ ‬يمثلون‭ ‬اليوم‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف‭ ‬أمام‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬ضدهم‭ ‬وتحمي‭ ‬الخدم‭. ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬أن‭ ‬تظلم‭ ‬الخادمات،‭ ‬فهن‭ ‬بشر‭ ‬مثلنا،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬أن‭ ‬يُظلم‭ ‬المخدوم‭ ‬أو‭ ‬الكفيل‭ ‬الذي‭ ‬تذهب‭ ‬حقوقه‭ ‬سدى،‭ ‬ويضيع‭ ‬في‭ ‬متاهات‭ ‬تجرده‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حقوقه،‭ ‬وتتركه‭ ‬يضرب‭ ‬كفاً‭ ‬بكف‭.‬

 

ياسمينة‭: ‬

نحن‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬نطالب‭ ‬بقوانين‭ ‬تحمينا‭ ‬من‭ ‬الخدم‭.‬