سوالف

أهمية “السلام” وما يقدمه للبشرية من رخاء وازدهار

| أسامة الماجد

الدول‭ ‬الناجحة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬استراتيجية‭ ‬صالحة‭ ‬للواقع‭ ‬والمستقبل،‭ ‬وكما‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬تغير‭ ‬مستمر‭ ‬وأن‭ ‬التحول‭ ‬قانون‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الطبيعي‭ ‬والإنساني‭ ‬معا،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬تاريخ‭ ‬الجنس‭ ‬البشري‭ ‬أثبت‭ ‬“السلام”‭ ‬بروحه‭ ‬الأصيلة‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬والاستقرار‭ ‬والنماء،‭ ‬وكثيرة‭ ‬هي‭ ‬الشواهد‭ ‬التي‭ ‬عكست‭ ‬أهمية‭ ‬السلام‭ ‬وما‭ ‬قدمه‭ ‬للبشرية‭ ‬من‭ ‬رخاء‭ ‬وازدهار،‭ ‬ومنذ‭ ‬القدم‭ ‬تحدث‭ ‬المفكرون‭ ‬والفلاسفة‭ ‬عبر‭ ‬القرون‭ ‬عن‭ ‬التفاهم‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬وتحويل‭ ‬المجتمعات‭ ‬باختلافها‭ ‬إلى‭ ‬واحات‭ ‬سلام‭.‬

يقول‭ ‬الشاعر‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬سعود‭ ‬البابطين‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬سعود‭ ‬البابطين‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الرائع‭ ‬“تأملات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام”‭ ‬“نحن‭ ‬اليوم‭ ‬بحاجة‭ - ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ - ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬إلى‭ ‬الضروري،‭ ‬لأجل‭ ‬استمرار‭ ‬الإنسانية‭. ‬علينا‭ ‬إذا‭ ‬أن‭ ‬نتجاوز‭ ‬فكرة‭ ‬السلام‭ ‬الممكن‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬السلام‭ ‬الضروري،‭ ‬فالضرورة‭ ‬تجعلنا‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬الواجب‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬الضرورة‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬وليس‭ ‬ثقافة‭ ‬الإمكان‭.‬

حين‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬تعميم‭ ‬السلام‭ ‬باعتباره‭ ‬ضرورة‭ ‬ليشمل‭ ‬كل‭ ‬العالم،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬سلوكنا‭ ‬ورموزنا‭ ‬وشعائرنا‭ ‬وكل‭ ‬وسائل‭ ‬تواصلنا‭ ‬نحو‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬وهو‭ ‬السلام‭. ‬عالم‭ ‬السلام‭ ‬جوهره‭ ‬التنوع،‭ ‬ليست‭ ‬فيه‭ ‬لغة‭ ‬أو‭ ‬لون‭ ‬أو‭ ‬ثقافة‭ ‬أو‭ ‬عرق‭ ‬أو‭ ‬طائفة‭ ‬أو‭ ‬دين،‭ ‬بل‭ ‬فيه‭ ‬لغات‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬واحدة،‭ ‬وألوان‭ ‬في‭ ‬لون‭ ‬واحد،‭ ‬وثقافات‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬واحدة،‭ ‬وطوائف‭ ‬في‭ ‬طائفة‭ ‬وأديان‭ ‬في‭ ‬دين‭ ‬واحد‭... ‬ببساطة‭ ‬هو‭ ‬عالم‭ ‬الإنسان‭. ‬نحن‭ ‬نرغب‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬فيها‭ ‬صراع،‭ ‬وحين‭ ‬يصبح‭ ‬السلام‭ ‬ضرورة‭ ‬وليس‭ ‬إمكانا‭ ‬سنؤسس‭ ‬العالم‭ ‬الأفضل”‭.‬

إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬تسير‭ ‬بثقة‭ ‬وثبات‭ ‬وعلى‭ ‬بنية‭ ‬أساسية‭ ‬قوية‭ ‬بمد‭ ‬جسور‭ ‬الثقافة‭ ‬والمعرفة‭ ‬مع‭ ‬الشعوب‭ ‬والحضارات‭ ‬وقدمت‭ ‬النموذج‭ ‬الأروع‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬برسالتها‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬البشرية‭ ‬وتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭.‬