70 عاما بين تأسيس اتحاد الغرف العربية واليونيسمو (3)

| د. حسين المهدي

في‭ ‬القسم‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المقال،‭ ‬سلطنا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬اختصاصات‭ ‬وسنوات‭ ‬انضمام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬قبل‭ ‬الاستقلال،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1951‭ ‬إلى‭ ‬1969م،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تصريح‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬التأسيسية‭ ‬للاتحاد‭ ‬العالمي‭ ‬لمنظمات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ (‬اليونيسمو‭)  (‬UNISMO‭)‬عبدالنبي‭ ‬عبدالله‭ ‬الشعلة،‭ ‬الخاص‭ ‬باختيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬المملكة‭ ‬مركزاً‭ ‬له،‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬إنشاء‭ ‬أول‭ ‬جمعية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬بعامين،‭ ‬وهي‭ ‬جمعية‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬البحرينية‭. ‬ونتمم‭ ‬اليوم‭ ‬بالقسم‭ ‬الثالث‭ ‬والأخير،‭ ‬رصد‭ ‬المنظمات‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬التحقت‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ ‬14‭/‬8‭/‬1971‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭ (‬8/9/2020م‭).‬

شهدت‭ ‬فترة‭ ‬السبعينات،‭ ‬الطفرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مشاركة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عضوية‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬بدءا‭ ‬بعضوية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬1971،‭ ‬مروراً‭ ‬بالإنتربول‭ ‬ومنظمة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬ومنظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية،‭ ‬والعربية،‭ ‬واليونيسكو،‭ ‬ومنظمة‭ ‬المكفوفين،‭ ‬واتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬الخليجية،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬حيث‭ ‬استقطبت‭ ‬مرحلة‭ ‬السبعينات‭ ‬قرابة‭ ‬ربع‭ ‬إجمالي‭ ‬العضويات‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬البالغ‭ ‬حالياً‭ ‬175‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭ ‬فاستمر‭ ‬النشاط‭ ‬هذا،‭ ‬لكن‭ ‬بوتيرة‭ ‬أقل،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المنظمات‭ ‬الخليجية‭ ‬متواكبةً‭ ‬مع‭ ‬تأسيس‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬استحوذ‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬على‭ ‬زهاء‭ ‬15‭ % ‬فقط‭. ‬في‭ ‬التسعينات،‭ ‬كانت‭ ‬العضويات‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬10‭ %‬،‭ ‬مع‭ ‬استحواذ‭ ‬منظمات‭ ‬مثل‭ ‬منظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬والرابطة‭ ‬الدولية‭ ‬لصناعة‭ ‬المعارض‭ (‬يوفي‭)‬،‭ ‬وغرفة‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬وهيئة‭ ‬المحاسبة‭ ‬والمراجعة‭ ‬للمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية‭. ‬

العقد‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬من‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة،‭ ‬سجلا‭ ‬الطفرة‭ ‬الثانية‭ ‬والتي‭ ‬فاقت‭ ‬الطفرة‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬السبعينات،‭ ‬وهذه‭ ‬النقلة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬نصيب‭ ‬الأسد‭ ‬إلى‭ ‬مجموع‭ ‬العضويات‭ ‬الدولية‭ ‬للبحرين‭ ‬بلغت‭ ‬قرابة‭ ‬47‭ % ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬82‭ ‬عضوية،‭ ‬عكست‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬وانتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬ضمن‭ ‬البرنامج‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وعضويات‭ ‬نوعية،‭ ‬مثل‭ ‬الهيئة‭ ‬العربية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬والمنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬والاتحاد‭ ‬العالمي‭ ‬للمجوهرات‭ ‬والاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للكهرباء‭ ‬والشبكة‭ ‬العربية‭ ‬لضمان‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬ورابطة‭ ‬هيئات‭ ‬ضمان‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ومنظمة‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬العالمية‭ ‬والمجلس‭ ‬العام‭ ‬للبنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية‭.‬

تبين‭ ‬لنا‭ ‬الأرقام‭ ‬الحركة‭ ‬النشطة‭ ‬المتواصلة‭ ‬منذ‭ ‬70‭ ‬عاما،‭ ‬للبحرين،‭ ‬منذ‭ ‬مستهل‭ ‬الخمسينات‭ ‬حتى‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬التخصصات‭ ‬تقريباً،‭ ‬عاكسة‭ ‬بذلك‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬النمو‭ ‬والتحديث‭ ‬المستدام‭.‬