سوالف

الاستهتار بالإرشادات يعرقل عمل الدولة في مكافحة الجائحة

| أسامة الماجد

لندع‭ ‬الأحكام‭ ‬العامة‭ ‬ولنناقش‭ ‬بالتفصيل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬وكان‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وملحوظ‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فحسب‭ ‬الأرقام‭ ‬التي‭ ‬ذكرها‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬أسبوعين‭ ‬بعد‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬وعاشوراء‭ ‬ونشرت‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية،‭ ‬هناك‭ ‬توسع‭ ‬في‭ ‬الاستهتار‭ ‬وعدم‭ ‬التقيد‭ ‬بتوجيهات‭ ‬اللجان‭ ‬الطبية‭ ‬وكذلك‭ ‬رجال‭ ‬الدين،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬مضاعفة‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬وتحملها‭ ‬أعباء‭ ‬ثقيلة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬معدلات‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الموقف‭ ‬بكل‭ ‬نجاح‭ ‬“طبيا‭ ‬واستعدادا‭ ‬وتنظيما”،‭ ‬ولكن‭ ‬مخالفة‭ ‬البعض‭ ‬للإرشادات‭ ‬والتعليمات‭ ‬الصحية‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬سيطيل‭ ‬أمد‭ ‬الوباء‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وعدم‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬دائرته‭.‬

لقد‭ ‬وضعت‭ ‬الدولة‭ ‬الإرشادات‭ ‬الصحية‭ ‬والوقائية‭ ‬والتعليمات‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس،‭ ‬ليتكئ‭ ‬عليها‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬وهو‭ ‬“تصفير‭ ‬الحالات”‭ ‬أو‭ ‬انخفاضها،‭ ‬واتباع‭ ‬تعليمات‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬ليس‭ ‬أمرا‭ ‬نسبيا‭ ‬يختلف‭ ‬باختلاف‭ ‬الأشخاص،‭ ‬إنما‭ ‬واجب‭ ‬ومسؤولية‭ ‬وطنية،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬عذر‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬يبيح‭ ‬للشخص‭ ‬مخالفة‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والتدابير‭ ‬الوقائية،‭ ‬فما‭ ‬شاهدناه‭ ‬كان‭ ‬خروجا‭ ‬عن‭ ‬المنهج‭ ‬الذي‭ ‬رسمته‭ ‬الدولة‭ ‬بكل‭ ‬أجهزتها،‭ ‬وأيضا‭ ‬على‭ ‬فتاوى‭ ‬المراجع‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬مرارا‭ ‬وجوب‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتوصيات،‭ ‬والتجمعات‭ ‬الدينية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التجمعات‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭.‬

في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬تكون‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬فوق‭ ‬مصلحة‭ ‬الفرد،‭ ‬ومن‭ ‬يتعمد‭ ‬الاستهتار‭ ‬والخروج‭ ‬عن‭ ‬القاطرة‭ ‬والمسار‭ ‬يستهدف‭ ‬مقدرات‭ ‬الوطن‭ ‬ويستنزف‭ ‬جهود‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية،‭ ‬ويعبث‭ ‬وينشر‭ ‬المخاطر‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬بل‭ ‬يعرقل‭ ‬عمل‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجائحة،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬المجال‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬أحد‭ ‬بفنون‭ ‬الكلام‭ ‬ويتفلسف‭ ‬كالفلاسفة‭ ‬اليونانيين‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬الاستهداف‭ ‬والتعدي‭ ‬على‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فالمدافع‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬قذائف‭ ‬التحريف‭ ‬والقفز‭ ‬على‭ ‬الحقائق‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تعمل‭ ‬ومكشوفة‭.. ‬التزم‭ ‬بدقة‭ ‬كاملة‭ ‬وساعد‭ ‬أهلك‭ ‬ومجتمعك‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬لب‭ ‬الموضوع‭ ‬بإيجاز‭ ‬شديد‭.‬