زبدة القول

الرعب ما يزال مستمرا

| د. بثينة خليفة قاسم

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحلم‭ ‬فيه‭ ‬البشرية‭ ‬بانتهاء‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها،‭ ‬جاءنا‭ ‬من‭ ‬الأخبار‭ ‬العلمية‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأسوأ‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬بعد،‭ ‬وأن‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬خطر‭ ‬لا‭ ‬يقارن‭ ‬بما‭ ‬سيأتي‭ ‬بعده‭ ‬من‭ ‬بكتيريا‭ ‬يقال‭ ‬إنها‭ ‬ستقتل‭ ‬عشرة‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وأنها‭ ‬ستودي‭ ‬بحياة‭ ‬350‭ ‬مليونا‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬بقدوم‭ ‬عام‭ ‬2050‭.‬

وستصبح‭ ‬الحلاقة‭ ‬والولادة‭ ‬والخدوش‭ ‬الصغيرة‭ ‬أو‭ ‬العمليات‭ ‬الروتينية،‭ ‬مثل‭ ‬استبدال‭ ‬مفصل‭ ‬الورك،‭ ‬مهددة‭ ‬للحياة‭ ‬حيث‭ ‬يعود‭ ‬الطب‭ ‬“إلى‭ ‬العصور‭ ‬المظلمة”،‭ ‬ولن‭ ‬يتمكن‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬محاربة‭ ‬أية‭ ‬عدوى‭.‬

ويرجع‭ ‬العلماء‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬انتهاء‭ ‬قدرة‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬هذه‭ ‬البكتيريا‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬البكتيريا‭ ‬مقاومة‭ ‬لها‭.‬

وهذا‭ ‬معناه‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬أصبح‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬حماية،‭ ‬وأن‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يجرح‭ ‬إصبعه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬حياته‭ ‬ثمنا‭ ‬لذلك،‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬بمن‭ ‬يتعرض‭ ‬لكسر‭ ‬ساقه‭ ‬أو‭ ‬ذراعه‭ ‬أو‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬لأن‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬لن‭ ‬تفعل‭ ‬له‭ ‬شيئا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬البكتيريا‭ ‬التي‭ ‬ستصبح‭ ‬قاتلة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأخبار‭ ‬الطبية‭ ‬المزعجة‭ ‬للبشرية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬يقتل‭ ‬بعضه‭ ‬بعضا،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬والدمار‭ ‬تحصد‭ ‬الأرواح‭ ‬وتهدم‭ ‬البيوت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أركان‭ ‬العالم‭.‬

فإلى‭ ‬متى‭ ‬يحل‭ ‬السلام‭ ‬محل‭ ‬الحرب‭ ‬والدمار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الدموي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتعظ‭ ‬من‭ ‬كورونا‭.‬