مُلتقطات

“جنوسان”... تعجّ بالشاحنات!

| د. جاسم المحاري

يُشار‭ ‬للأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬بتلك‭ ‬المنطقة‭ ‬الجغرافية‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬الحارات‭ ‬المتجاورة‭ ‬التي‭ ‬يختلف‭ ‬قاطنوها‭ ‬وعددهم‭ - ‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬حاجاتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وسُبُل‭ ‬إنماء‭ ‬حسّهم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتفعيل‭ ‬ترابطهم‭ ‬الأسري‭ ‬فيها‭ - ‬من‭ ‬حي‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬وتحيط‭ ‬بهم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشوارع‭ ‬التي‭ ‬تفصلهم‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬الأحياء‭ ‬الأخرى‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يُخالف‭ ‬وظيفتها‭ ‬التي‭ ‬وُجِدَتْ‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬لسكن‭ ‬الأسر‭ ‬واستقرارها‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬يخترق‭ ‬عمقها‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يخلّ‭ ‬بتلك‭ ‬الوظيفة‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬أوقَدَ‭ ‬شرارته‭ ‬زحف‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬الذي‭ ‬شرع‭ (‬بعنفوان‭) ‬في‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأسري‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬حتى‭ ‬بدا‭ ‬ظاهرة‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬تخلو‭ ‬منها‭ ‬تلك‭ ‬الأحياء‭ ‬في‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬التي‭ ‬تفيض‭ ‬بالمخالفات‭ ‬والتي‭ ‬حوّلتها‭ ‬إلى‭ ‬تجمعات‭ ‬سكنية‭ ‬للعمالة‭ ‬الوافدة،‭ ‬والوصول‭ ‬بها‭ ‬لمرحلة‭ ‬تداعي‭ ‬الخصوصية‭!‬

محلياً،‭ ‬توجيه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬مؤخرا‭ ‬الذي‭ ‬يقضي‭ ‬بوضع‭ ‬آلية‭ ‬تضمن‭ ‬سرعة‭ ‬تصحيح‭ ‬أوضاع‭ ‬سكن‭ ‬العمال‭ ‬والحدّ‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬المساكن‭ ‬العشوائية‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬والمزارع‭ ‬القريبة‭ ‬منها،‭ ‬جاء‭ ‬موائماً‭ ‬في‭ ‬توقيته‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬أعطى‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬تخطيط‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬لأمن‭ ‬وسلامة‭ ‬القاطنين‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين‭ ‬Safe and Secure Neighborhoods،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬تداعياتها‭ ‬الضاغطة‭ ‬على‭ ‬البُنى‭ ‬التحتية‭ ‬والمنشآت‭ ‬الفوقية‭ ‬التي‭ ‬شوّهت‭ ‬العشوائية‭ ‬تخطيطها،‭ ‬وسببّت‭ ‬الضوضاء‭ ‬لقاطنيها،‭ ‬وأزعجت‭ ‬الخطورة‭ ‬مرتاديها‭ ‬في‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء،‭ ‬بعد‭ (‬هيجان‭!) ‬قوافل‭ ‬الشاحنات‭ ‬ورؤوس‭ ‬المقطورات‭ ‬المخصصة‭ ‬لعمليات‭ ‬التبريد‭ ‬والنقل‭ ‬والتفريغ‭ ‬والتحميل،‭ ‬ووقوفها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زاوية‭ ‬أو‭ ‬ركن‭ ‬خالٍ‭ ‬فيها‭.‬

نافلة

تأتي‭ ‬المناشدات‭ ‬التي‭ ‬يتقدم‭ ‬بها‭ ‬أهالي‭ ‬قرية‭ ‬“جنوسان”‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬تندرج‭ ‬تحت‭ ‬التوجيه‭ ‬الكريم،‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬بدتْ‭ ‬خطورة‭ ‬مرور‭ ‬الشاحنات‭ ‬وسط‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬ومزاحمتها‭ ‬منازل‭ ‬الأهالي‭ ‬ووقوفها‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المداخل‭ ‬والأبنية‭ ‬واضحة‭ ‬للعيان‭ - ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬اسكان‭ ‬القرية‭ ‬الجديد‭ - ‬وما‭ ‬يُشكّله‭ ‬مرور‭ ‬هذه‭ ‬الشاحنات‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين‭ ‬وخصوصا‭ ‬الأطفال،‭ ‬فضلاً‭ ‬على‭ ‬انعكاساتها‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬صحتهم‭ ‬العامة‭ ‬وتلويثها‭ ‬للبيئة‭ ‬من‭ ‬حولهم‭. ‬مُطالبين‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬بضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬اللازمة‭ ‬وتكثيف‭ ‬حملات‭ ‬التفتيش‭ ‬والزيارات‭ ‬التفقدية‭ ‬ووضع‭ ‬اللوائح‭ ‬والإرشادات‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬دخولها‭ ‬وسط‭ ‬الأحياء‭ ‬بعد‭ ‬تشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬وفرض‭ ‬العقوبات‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬القوانين‭.‬