ريادة في الإجراءات الاستباقية و ”48 صفحة” من تراكم الخبرات

| محمد الحلِّي

مثلت‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاستباقية‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬قهر‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬نموذجا‭ ‬متميزا‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬ورائدا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التنفيذ‭ ‬الفعال،‭ ‬بدءا‭ ‬بالدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬للقطاع‭ ‬الصحي‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬الكوادر‭ ‬البحرينية‭ ‬المؤهلة،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وما‭ ‬رافقه‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬لاحتواء‭ ‬الفيروس‭ ‬ومنع‭ ‬انتشاره‭ ‬بتنفيذ‭ ‬الآليات‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬معرفة‭ ‬تفاصيل‭ ‬أثر‭ ‬المخالطين‭ ‬وأماكن‭ ‬تواجدهم‭ ‬وإنشاء‭ ‬مراكز‭ ‬العزل‭ ‬والعلاج‭ ‬وفق‭ ‬أرقى‭ ‬المعايير‭ ‬المعتمدة‭ ‬عالميا‭.‬

كل‭ ‬ذلك‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬مبادرات‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وتطبيق‭ ‬“الحزمة‭ ‬الاقتصادية”‭ - ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬دفع‭ ‬أجور‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ومضاعفة‭ ‬المساعدات‭ ‬للمسجلين‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ودفع‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬وإيقاف‭ ‬تحصيل‭ ‬الإيجارات‭ ‬وتكفل‭ ‬الحكومة‭ ‬بدفع‭ ‬رواتب‭ ‬سائقي‭ ‬سيارات‭ ‬الأجرة‭ ‬ومدربي‭ ‬السياقة‭ ‬وموظفي‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬–‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭... ‬بنت‭ ‬خبرات‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجائحة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬قطاعات‭ ‬الدولة‭.‬

ومن‭ ‬هذه‭ ‬الخبرات‭ ‬مَثّلَ‭ ‬دليل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬وجميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬الذي‭ ‬أصدرته‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬“48‭ ‬صفحة”‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬تنظم‭ ‬العودة‭ ‬الآمنة‭ ‬للكوادر‭ ‬الإدارية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والطلاب‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات،‭ ‬حيث‭ ‬تطرقت‭ ‬القواعد‭ ‬الإرشادية‭ ‬له‭ ‬للإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬والتنظيمية‭ ‬والصحية‭ ‬كالفحص‭ ‬وكشف‭ ‬الحالات‭ ‬وخطة‭ ‬الطوارئ‭ ‬وتشكيل‭ ‬الفرق‭ ‬المعنية‭ ‬بالشأن‭ ‬الصحي‭.‬

وعندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬مستجدات‭ ‬الوضع‭ ‬الحالية‭ ‬لازدياد‭ ‬الإصابات‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬فقد‭ ‬وضع‭ ‬الدليل‭ ‬سلامة‭ ‬الهيئات‭ ‬الإدارية‭ ‬والتعليمية‭ ‬أولا،‭ ‬حيث‭ ‬تميزت‭ ‬إجراءاته‭ ‬بمرونة‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬الأوضاع‭ ‬المستجدة‭ ‬وفرضه‭ ‬سيناريو‭ ‬“العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬الكاملة‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت”‭ ‬وأساليب‭ ‬وآليات‭ ‬التقويم‭ ‬المناسبة‭ ‬لـ‭ ‬“التعلم‭ ‬عن‭ ‬بعد”‭.‬