سوالف

أعضاء بلديون مفلسون عمليا

| أسامة الماجد

يتضح‭ ‬من‭ ‬تاريخنا‭ ‬الماضي‭ ‬مع‭ ‬الأعضاء‭ ‬البلديين‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬خلصنا‭ ‬إلى‭ ‬جوهر‭ ‬البحث،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أعضاء‭ ‬يقطعون‭ ‬أميالا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الظهور‭ ‬الإعلامي‭ ‬ذهابا‭ ‬وإيابا‭ ‬وصعودا‭ ‬وهبوطا‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬مكاتبهم‭ ‬يتناولون‭ ‬المرطبات‭ ‬ويشربون‭ ‬الشاي‭ ‬والقهوة،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يشاهده‭ ‬منهم‭ ‬المواطن‭ ‬مظاهر‭ ‬فارغة،‭ ‬واستخفاف‭ ‬بخدمتهم‭ ‬ومصالحهم‭ ‬و”تطنيش‭ ‬مقترحاتهم”،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نباهة‭ ‬وفطنة‭ ‬لاكتشافه،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مثل‭ ‬الجدري‭ ‬الذي‭ ‬يأكل‭ ‬الوجه‭ ‬والمعصم‭.‬

تخيل‭ ‬عضوا‭ ‬بلديا‭ ‬لم‭ ‬يشاهده‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬إلا‭ ‬ثلاث‭ ‬أو‭ ‬أربع‭ ‬مرات،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬ينجذب‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬والحركة،‭ ‬وغير‭ ‬مستوعب‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬الحقيقي،‭ ‬يخرج‭ ‬فجأة‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وبإخراج‭ ‬سينمائي‭ ‬“لقطة‭ ‬كلوز‭ ‬اب”‭ ‬ويتحدث‭ ‬عن‭ ‬نجاح‭ ‬خططه‭ ‬واقتراحاته‭ ‬مهما‭ ‬كبرت‭ ‬أو‭ ‬صغرت،‭ ‬وأنه‭ ‬مثل‭ ‬الجهاز‭ ‬الحي‭ ‬الذي‭ ‬سيتابع‭ ‬طلبات‭ ‬الناس،‭ ‬وسيكون‭ ‬مثل‭ ‬النور‭ ‬المشرق‭ ‬الذي‭ ‬سيشتت‭ ‬الظلمة‭ ‬في‭ ‬دائرته،‭ ‬يلف‭ ‬بوجهه‭ ‬وجسمه‭ ‬ناحية‭ ‬الكاميرا‭ ‬التي‭ ‬تصوره‭ ‬ليبرهن‭ ‬للناس‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تفكيره‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬أجلهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكتب‭ ‬ويوظف‭ ‬كل‭ ‬إمكانياته‭ ‬لخدمتهم‭.‬

يا‭ ‬سعادة‭ ‬العضو‭ ‬خروجك‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة‭ ‬يشبه‭ ‬مقومات‭ ‬الفن‭ ‬التراجيدي‭ ‬وموضوعاته‭ ‬الأسطورية،‭ ‬عمل‭ ‬تمثيلي‭ ‬يمكن‭ ‬تمثيله‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬ولا‭ ‬تنقصك‭ ‬سوى‭ ‬الجوقة‭ ‬للعرض،‭ ‬يفترض‭ ‬منك‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬رسالتك‭ ‬وتجند‭ ‬مواهبك‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬أصلا‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬أهل‭ ‬دائرتك،‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالحاويات‭ ‬ورش‭ ‬الشوارع‭ ‬بالماء‭.‬

في‭ ‬حدود‭ ‬تجربتي‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الممتدة‭ ‬لـ‭ ‬25‭ ‬سنة‭ ‬أعرف‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تحت‭ ‬الضوء‭ ‬ومن‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬الابتعاد‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬قدم‭ ‬أعمالا‭ ‬جليلة‭ ‬للوطن،‭ ‬عرفت‭ ‬أصواتا‭ ‬عديدة‭ ‬وبلهجات‭ ‬متنوعة‭ ‬وفي‭ ‬مجالات‭ ‬كثيرة،‭ ‬فمع‭ ‬الأسف‭ ‬هناك‭ ‬أعضاء‭ ‬بلديون‭ ‬مفلسون‭ ‬عمليا‭ ‬وكل‭ ‬همهم‭ ‬هو‭ ‬الكرسي‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬المزايا‭ ‬والظهور‭ ‬الإعلامي‭ ‬والجلوس‭ ‬على‭ ‬المقاعد‭ ‬والموائد،‭ ‬وعشق‭ ‬التصوير‭ ‬ومراقبة‭ ‬المونتاج‭ ‬وأداء‭ ‬الدور‭ ‬كاملا‭ ‬أمام‭ ‬الناس‭ ‬بكل‭ ‬دقة‭.‬