لمحات

عاملات المنازل

| د.علي الصايغ

سيشيد‭ ‬كثيرون‭ ‬بقرار‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬الخاص‭ ‬بإعادة‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية؛‭ ‬إذ‭ ‬جاء‭ ‬القرار‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬إليه،‭ ‬فكلنا‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬إيقاف‭ ‬استقدام‭ ‬عاملات‭ ‬المنازل‭ ‬تسبب‭ ‬بشح‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬إذ‭ ‬توقف‭ ‬تماماً،‭ ‬وتضرر‭ ‬الكثيرون،‭ ‬وباتت‭ ‬المكاتب‭ ‬الخاصة‭ ‬باستقدام‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬عمل‭.‬

تطور‭ ‬الحياة،‭ ‬وتحول‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬غالباً‭ ‬ربة‭ ‬منزل،‭ ‬إلى‭ ‬امرأة‭ ‬عاملة،‭ ‬وازدياد‭ ‬أعداد‭ ‬النسوة‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تفرضه‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة‭ ‬من‭ ‬أفضلية‭ ‬المكوث‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬وبقاء‭ ‬الأبناء‭ ‬داخل‭ ‬بيوتهم‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة،‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬عبء‭ ‬الأعمال‭ ‬المنزلية‭ ‬الاعتيادية‭ ‬على‭ ‬الأمهات،‭ ‬وغدت‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ضرورية‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الاستعانة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التوظيف‭ ‬الفردي‭ ‬أو‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬التنظيفات‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬فتح‭ ‬الأجواء‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الراهنة‭ ‬للسفر‭ ‬من‭ ‬وإلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ونحن‭ ‬نشهد‭ ‬تطورات‭ ‬متلاحقة،‭ ‬جاء‭ ‬القرار‭ ‬ليحل‭ ‬المشكلة،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬تحويل‭ ‬العاملات‭ ‬من‭ ‬كفيل‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬مقابل‭ ‬مبلغ‭ ‬مادي‭ - ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬رائجاً‭ ‬سابقاً‭ - ‬أصبح‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬قريب‭ ‬ممنوعاً،‭ ‬وغير‭ ‬مسموح‭ ‬به،‭ ‬وفقاً‭ ‬للإعلان‭ ‬الرسمي‭.‬

هذا‭ ‬الرجوع‭ ‬التدريجي‭ ‬للحياة‭ ‬الطبيعية،‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬وعياً‭ ‬أكبر‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬المربع‭ ‬الأول‭ - ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ -‬،‭ ‬وحتى‭ ‬نتجاوز‭ ‬المحنة‭ ‬جميعاً،‭ ‬ويعود‭ ‬الوضع‭ ‬إلى‭ ‬نصابه‭ ‬الطبيعي‭ ‬بعون‭ ‬الله‭.‬