ضريبة التهاون

| مريم أبودريس

سلط‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحافي‭ ‬الأخير‭ ‬للفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬كوفيد‭ ‬‮١٩‬‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين‭ ‬بالفيروس،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬في‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد‭ ‬3977‭ ‬مصابا‭ ‬وهو‭ ‬عدد‭ ‬مخيف‭ ‬ويجبرنا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عنده‭ ‬قليلاً‭.‬

إن‭ ‬التجمعات‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭ ‬تسببت‭ ‬بزيادة‭ ‬أعداد‭ ‬الإصابات،‭ ‬وتهاون‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الاحترازات‭ ‬اللازمة‭ ‬ضاعف‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين‭ ‬بالفيروس‭ ‬والمخالطين‭ ‬لهم،‭ ‬وجعلنا‭ ‬نتراجع‭ ‬خطوات‭ ‬عديدة‭ ‬للوراء‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬العودة‭ ‬التدريجية‭ ‬للحياة‭ ‬الاعتيادية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بالانفتاح‭ ‬الجزئي‭ ‬لبعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬كالمطاعم‭ ‬والشواطئ‭ ‬وبرك‭ ‬السباحة‭ ‬والنوادي‭ ‬الصحية‭ ‬بداية‭ ‬سبتمبر‭ ‬الجاري،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬مقرراً‭ ‬أن‭ ‬تعقبها‭ ‬العودة‭ ‬للمدارس‭ ‬وفتح‭ ‬الحدود‭ ‬والسماح‭ ‬بالسفر‭ ‬أواخر‭ ‬سبتمبر‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬تراجعت‭ ‬مع‭ ‬الارتفاع‭ ‬الهائل‭ ‬في‭ ‬الأعداد،‭ ‬وأن‭ ‬قدرنا‭ ‬هو‭ ‬قضاء‭ ‬وقت‭ ‬أطول‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬الذي‭ ‬ينتشر‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬بلا‭ ‬اعتبارات،‭ ‬فالكبار‭ ‬والصغار‭ ‬عرضة‭ ‬له،‭ ‬النساء‭ ‬والرجال،‭ ‬المرضى‭ ‬والأصحاء،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فتّاكاً‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬إن‭ ‬تهاوننا‭ ‬لن‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬استمرار‭ ‬معاناتنا،‭ ‬فقدرات‭ ‬الطاقم‭ ‬الطبي‭ ‬لن‭ ‬تصمد‭ ‬لوقت‭ ‬طويل‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استمر‭ ‬الوضع‭ ‬فترة‭ ‬أطول،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬حُرموا‭ ‬من‭ ‬عائلاتهم‭ ‬وحياتهم‭ ‬الطبيعية‭ ‬كي‭ ‬يسهروا‭ ‬على‭ ‬راحة‭ ‬الناس‭ ‬وصحتهم،‭ ‬فهل‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬استنزافهم‭ ‬بتجاهل‭ ‬توجيهات‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬للفيروس‭ ‬وإهمال‭ ‬تطبيق‭ ‬الاحترازات‭ ‬ووقف‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التجمعات‭ ‬والاختلاط‭ ‬لمنع‭ ‬الفيروس‭ ‬من‭ ‬التفشي‭ ‬أكثر‭. ‬

نحتاج‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬جميعاً‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬فالفريق‭ ‬الوطني‭ ‬والكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية‭ ‬والمتطوعون‭ ‬يستحقون‭ ‬العودة‭ ‬لمنازلهم‭ ‬بعد‭ ‬أشهر‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬التضحية‭ ‬لأجلنا،‭ ‬فلنترك‭ ‬التجمعات‭ ‬لبعض‭ ‬الوقت‭ ‬ونمتثل‭ ‬لقراراتهم،‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬لأية‭ ‬احتفاءات،‭ ‬فلنؤجل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لوقته‭ ‬المناسب،‭ ‬ولنثبت‭ ‬أننا‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬والمسؤولية،‭ ‬ولنكن‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المضحين‭ ‬من‭ ‬الشاكرين‭ ‬لا‭ ‬الجاحدين‭.‬