ليبيا... لا لأردوغان (2)

| صالح القلاب

رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‭ ‬وخلافاً‭ ‬لحركة‭ ‬التاريخ‭ ‬بقي‭ ‬يحاول‭ ‬إنعاش‭ ‬تطلعات‭ ‬“عثمانية”‭ ‬بائدة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنعاشها‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬الطويلة‭ ‬وبعدما‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬زوالها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬عام‭ ‬وأصبحت،‭ ‬أي‭ ‬هذه‭ ‬التطلعات،‭ ‬ترقد‭ ‬في‭ ‬قبر‭ ‬دارس‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬حتى‭ ‬رئيس‭ ‬تركيا‭ ‬أين‭ ‬مكانه‭ ‬بين‭ ‬قبور‭ ‬دارسة‭ ‬كثيرة‭. ‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬فايز‭ ‬السراج‭ ‬لو‭ ‬أنه‭ ‬رجل‭ ‬دولة‭ ‬بالفعل‭ ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬دماءه‭ ‬ليبية‭ ‬وعربية‭ ‬وليست‭ ‬عثمانية‭ ‬ولا‭ ‬تركية‭ ‬أنْ‭ ‬لا‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‭ ‬مهرولاً‭ ‬عندما‭ ‬استدعاه‭ ‬بأوامر‭ ‬“امبراطورية”،‭ ‬وأن‭ ‬يعلن‭ ‬من‭ ‬طرابلس‭ ‬الليبية‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬مساعي‭ ‬الخير‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬وتبذلها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬أعزها‭ ‬الله،‭ ‬وأنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يلتئم‭ ‬هذا‭ ‬الجرح‭ ‬الراعف‭ ‬وأنه‭ ‬على‭ ‬الليبيين‭ ‬أنْ‭ ‬يضعوا‭ ‬حدا‭ ‬لتمزقاتهم،‭ ‬وأن‭ ‬خيرات‭ ‬بلدهم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لهم‭ ‬وأنه‭ ‬عليهم‭ ‬كلهم‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬أن‭ ‬أيدي‭ ‬السوء‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬بلدهم‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬يجب‭ ‬قطعها،‭ ‬وأنّ‭ ‬كل‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬امتدادات‭ ‬خارجية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬يجب‭ ‬ليس‭ ‬قطع‭ ‬أيديهم‭ ‬فقط،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬قطع‭ ‬رؤوسهم‭ ‬أيضاً‭. ‬

ثم‭ ‬وحتى‭ ‬تنجح‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬الخيرة‭ ‬وحتى‭ ‬تعود‭ ‬ليبيا‭ ‬إلى‭ ‬وحدتها‭ ‬وتماسك‭ ‬شعبها‭ ‬ووحدته،‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬“إغلاق”‭ ‬الأبواب‭ ‬التي‭ ‬فتحها‭ ‬أردوغان،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يطرد‭ ‬المتدخلون‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬وعملاؤهم،‭ ‬ويجب‭ ‬إنجاح‭ ‬مساعي‭ ‬الخير‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬وتبذلها‭ ‬دول‭ ‬شقيقة‭ ‬أخرى،‭ ‬وهنا‭ ‬وبصراحة‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬تضميد‭ ‬الجروح‭ ‬كلها‭ ‬ويجب‭ ‬إغلاق‭ ‬الأبواب‭ ‬في‭ ‬وجوه‭ ‬المتسللين‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬وبكل‭ ‬خيراته‭ ‬لأبنائه‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لا‭ ‬عثمانياً‭ ‬ولا‭ ‬تركياَّ،‭ ‬بل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬تأخذ‭ ‬المكان‭ ‬الطليعي‭ ‬الذي‭ ‬تستحقه‭ ‬ويستحقه‭ ‬شعبها‭ ‬العظيم‭ ‬الذي‭ ‬أنجب‭ ‬بطل‭ ‬العرب‭ ‬التاريخي‭ ‬عمر‭ ‬المختار‭ ‬أمطر‭ ‬الله‭ ‬تربته‭ ‬الطاهرة‭ ‬بشآبيب‭ ‬رحمته‭. ‬“إيلاف”‭.‬